مع تصاعد الحديث عن ضرورة نزع سلاح المقاومة وتسليم حركة حماس الحكم في غزة، تبرز تساؤلات جوهرية حول تداعيات مثل هذه الخطوة، وما إذا كان التاريخ الفلسطيني يشير إلى أن خيار التسليم قد جلب الأمن والاستقرار أم العكس تمامًا.
🔎 رحلة في التاريخ.. متى توقف الفلسطينيون عن المقاومة؟
على مدار العقود الماضية، شهدت فلسطين محطات مفصلية اتخذت فيها قوى سياسية قرارات بوقف المقاومة المسلحة أو تسليمها، فماذا كانت النتيجة؟
📌 1936: كبح الانتفاضة الكبرى.. فكانت النكبة!
في عام 1936، انطلقت أكبر انتفاضة شعبية فلسطينية ضد الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني، واستمرت لستة أشهر متواصلة، شكلت خلالها العائلات الفلسطينية أذرعًا عسكرية محلية لقيادة المقاومة. لكن بضغط بريطاني وعربي، تم وقف الانتفاضة.
🔴 النتيجة: بعد 12 عامًا فقط، وقعت نكبة 1948، حيث احتلت العصابات الصهيونية 78% من أرض فلسطين، وهُجّر أكثر من 750 ألف فلسطيني قسرًا.
📌 1948: تسليم المقاومة للدول العربية.. فاحتُلت فلسطين!
في أعقاب الحرب، انسحبت المقاومة الفلسطينية المحلية من المواجهة، واعتمدت القيادة الفلسطينية على الجيوش العربية لمحاربة العصابات الصهيونية. لكن سرعان ما انتهت الحرب بفرض الاحتلال سيطرته على معظم أراضي فلسطين، فيما بقيت غزة والضفة تحت حكم الإدارة المصرية والأردنية.
🔴 النتيجة: سقطت فلسطين بالكامل تحت الاحتلال، وتم إعلان قيام إسرائيل على معظم أراضيها.
📌 1982: منظمة التحرير تسلّم وتخرج من لبنان.. فكانت صبرا وشاتيلا!
بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، صدر قرار مجلس الأمن رقم 520، والذي أدى إلى انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، مقابل وعود بضمان أمن اللاجئين الفلسطينيين.
🔴 النتيجة: بعد 16 يومًا فقط، وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا، حيث ذُبح 4000 فلسطيني بين رجال ونساء وأطفال بوحشية مروعة.
📌 2002: اعتقال المقاومين مقابل رفع الحصار.. فكانت اغتيالات بالجملة!
في عام 2002، وافقت السلطة الفلسطينية على اعتقال أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية، الذي خطط لاغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي، إلى جانب فؤاد الشوبكي، مسؤول الإدارة المالية العسكرية، وذلك مقابل رفع الحصار عن الرئيس ياسر عرفات.
🔴 النتيجة: تم اغتيال عرفات بالسم داخل مقره، وخُطف سعدات من سجن أريحا، ولا يزال معتقلًا في سجون الاحتلال حتى اليوم.
📌 2005 - 2015: تسليم السلاح مقابل دولة مستقرة.. فكانت الضفة رهينة الاستيطان!
في هذه الفترة، وافقت السلطة الفلسطينية على سحب سلاح المقاومة في الضفة الغربية، في إطار وعود بالحصول على دولة فلسطينية مستقلة، وتنمية اقتصادية، وتحسين ظروف المواطنين.
🔴 النتيجة: بدلًا من الدولة، تضاعف الاستيطان بوتيرة غير مسبوقة:
- قبل 2005: كان هناك 244,000 مستوطن في الضفة الغربية.
- بعد 2005: ارتفع العدد ليصل إلى 700,000 مستوطن في 2024، مع بناء أكثر من 200 مستوطنة وبؤرة استيطانية.
📌 إذن.. لماذا لا تسلّم حماس؟
🔺 بالنظر إلى هذه المحطات التاريخية، يتضح أن كل مرة أوقفت المقاومة الفلسطينية نفسها أو سلّمت سلاحها، كانت النتيجة كارثية: مجازر، استيطان، واغتيالات.
🔺 اليوم، ومع المطالبات المتزايدة بتكرار هذا السيناريو في غزة، ترى حماس أن خيار المقاومة ليس مجرد موقف سياسي، بل ضرورة وجودية، في ظل التجربة الطويلة التي أثبتت أن التفاوض دون أوراق قوة يعني المزيد من الاحتلال، وليس السلام.
🛑 فهل يكون مصير غزة كمصير الضفة وصبرا وشاتيلا؟ أم أن التاريخ لن يُعيد نفسه؟