قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: حراك حضاري لم يرق للبعض

 

تعتقد حركة فتح أن الفلتان الأمني والفوضى هي الطريق نحو إعادة الأمور في قطاع غزة إلى ما قبل حزيران 2007، وان إغداق المال على عناصرها في قطاع غزة لاستغلال الحراك الشعبي المطالب بإنهاء الانقسام وتحويل هذا الحراك في اتجاه الفوضى والتخريب وإثارة النعرات والشتم والبذاءة في القول والفعل، يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الانقسام، وفق الرؤية التي تحكم عقلية الواهمين الرافضين للشراكة السياسية، أو لتجار المواقف والانتهازيين لكل ما هو جميل لتجييره نحو تحقيق أهدافهم الخاصة، وساعدهم في ذلك بعض القوى اليسارية المنتفعة من بقاء الانقسام.

كان الحراك الشعبي منضبطا إلى درجة عالية وحقق الرسالة والهدف المراد منه، وكان يسير وفق ما اتفق عليه الكل الفلسطيني رغم وجود بعض الخلل هنا أو هناك، ولكن الصورة، بمجملها، كانت صورة حضارية تحمل في طياتها نوايا صادقة من مجموع الشباب والشيوخ والنساء والعائلات التي شاركت في هذا الحراك، والذي كان من المفترض أن ينتهي في تمام الساعة الخامسة مساء، وكان محددا له ساحة الجندي المجهول التي كانت خالية من العناصر الأمنية إلا من بعض المكلفين بالحفاظ على امن الحراك الشعبي وتسهيل تحركه في المنطقة القريبة من مكان التجمع، الأمر الذي أكد على حرص حكومة هنية على حماية ورعاية هذه الجماهير الفلسطينية التي خرجت بكل أطيافها السياسية لإدراكها خطورة استمرار الانقسام وضرورة العودة إلى وحدة الصف الفلسطيني.

ولكن على ما يبدو أن الحضارة والرقي في التعبير عن الرأي لم يرق لحركة فتح والتي دفعت بعناصرها للاحتكاك بأفراد الأمن وبجماهير حركة حماس التي خرجت لتعبر عن موقفها، وبعد أن تم استيعاب الاستفزازات التي مارسها بعض المنفلتين من عناصر فتح وتم تفويت الفرصة عليهم، حاولوا حرف الحراك الشعبي ونقله من ساحة الجندي المجهول إلى ساحة الكتيبة والقيام باستفزازات للشرطة وإلقاء الحجارة على فريق من المحتشدين، إلى جانب الغوغائية والبذاءة التي غلبت على الشعارات والهتافات التي انطلقت، ولا تعبر عن هدف الحراك وهو إنهاء الانقسام وإنهاء الاحتلال والحفاظ على الثوابت، فما كان من أجهزة الأمن إلا أن عالجت الأمر بحكمة عالية بعد أن وجهت النداءات إلى المتواجدين في ساحة الكتيبة للانصراف وترك المكان وفق التعهدات والالتزامات، ولكن ولوجود النية السيئة والهدف الخبيث لإشاعة الفوضى رفض المتواجدون الانصياع لأجهزة الأمن، التي اضطرت للتدخل في الأمر، وفي اقل من دقائق لم تتجاوز الخمسة وفق روايات شهود العيان ودون استخدام أية أسلحة أو إطلاق للنار أو غيرها من الأمور التي تعكر الصفو أو تثير الغبار.

ورغم ذلك وجدنا بعضا من أصحاب النفوس المريضة التي تحكمهم توجهات حزبية وتقودهم كراهية وحقد دفين يحاولون تضخيم الأمور واللعب بالألفاظ والنظر إلى النصف الفارغ من الكأس، ويظنون أن الحريات تعني الفوضى، وأن التعبير عن الرأي يعني الشتائم والسباب والألفاظ البذيئة ومخالفة القانون، ويخرج علينا البعض ليعبر عما يجول في خاطره ويعبر عن مواقفه الخاصة وكراهيته للحكومة في غزة وتحديدا لفكر حركة حماس كونه لا يتوافق وفكره اليساري أو انحرافه الخلقي ليصف الأمور بغير أوصافها ويحاول إعطاء صورة سلبية سوداوية لأمر تم بشكل سريع للحفاظ على النظام والقانون ووقف أي انحراف، لان هناك فئة لا يصلح معها ( بوس اللحى) أو توزيع الورود لأنها تحمل أهدافا هدامة اقلها إشاعة الفوضى.

البث المباشر