وسام عفيفة
يشهد قطاع غزة نهضة "مواصلاتية" بعد عصر الاضمحلال الأول في السيارات عقب الحصار الذي فرض على غزة قبل نحو أربع سنوات .
المتجول في محافظات القطاع يلاحظ التحول الكبير خلال الشهور الأخيرة نحو التجديد والتحديث في السيارات من مختلف "الموديلات" بأشكال وألوان وأنواع لم نرها من قبل.
فبعد أن أغلقت كل المنافذ في وجه التجار والمتلهفين على سيارة حتى لو وصلت "مقصقصة", إذا بها تفرج من ناحيتين.. منافذ الاحتلال على قلتها, والمعابر الأرضية رغم صعوبتها.
الحصار اجبر الغزيين على الادخار على مدار سنوات عجاف, مدخراتهم ظهرت اليوم, وهي إحدى تبريرات الهجوم على الشراء واقتناء "الموديلات" الحديثة , وأصبحت السيارات الآن على البسطات الكبيرة "واللي على بالو ما يحرم حاله".
أضف إلى ذلك أن النساء دخلن سباق المنافسة على قيادة السيارات بأعداد لافتة, وانخفاض سعر البنزين المصري, رفع اسعار السيارات.
احد الأصدقاء زار مدينة رفح لاهثا خلف سيارة حديثة, على اعتبار أن المدينة تمثل "بور سعيد" القطاع , وقد عبر عن استغرابه من النقلة النوعية التي تشهدها المدينة بسياراتها, رغم تواضع طرقاتها.
صديقنا وصف شوارع رفح بأنها معرض سيارات كبير وان الموديلات من (2010) فما فوق اجتاحت قلعة الجنوب.
ويمكن ملاحظة أنواع محددة تغزو سوق السيارات فمثلا: عائلة ( KIA ) تحوز على نصيب الأسد, ويقتنيها علية القوم, وباتت رمزا للنفوذ والمكانة السياسية والاجتماعية.
لكن رب ضارة نافعة.. فقد خلق الحصار نوعا من التوازن بين أسطول السيارات الموجودة مسبقا في القطاع, وبين مساحة الطرق والشوارع التي تستوعب قطاع النقل والمواصلات.
لكن الزيادة المطردة في أعداد السيارات خلال الشهور الأخيرة تفرض تحديا جديدا على الحكومة بشق طرق تتحرك عليها "الحديثة" وإلا ستتحرك "فوقنا".
طبعا من الصعب على وزارة النقل المواصلات أن تقدم على تقليص أعداد السيارات القديمة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية, لهذا تنافس السيارات المتهالكة, والنطيحة ,والمتردية, وما أكل الدهر, على الطريق , أم عيون, والتمساحة, "والأجنص" و"المنفخ", وهكذا سيكون لدينا سيارات فخمة وشوارع زحمة, وجميع السيارات سواسية أمام المطبات.
كما السيارات الجديدة عزيزة على أصحابها, وتكلفتها المالية عالية, والمال يعادل الروح, لذلك لو أن سيارة فخمة عثرت في مطب أو حفرة, سيصرخ صحابها في وزير الأشغال: "لما لم تمهد لها الطريق!"