وكالات -الرسالة نت
ينعكس الواقع الإقتصادي الصعب في غزة على مائدة الأسرة الفلسطينية بالقطاع ما أدى إلى شح محتواها حتى باتت توصف بالمائدة المتقشفة.
في سوق مخيم الشاطئ للاجئين، تزاحم مواطنون على محل لبيع المواد الغذائية المجمدة، لعدم مقدرتهم على شراء نظيرتها الطازجة نتيجة لارتفاع أسعارها خلال شهر رمضان الفضيل.
وباتت محلات بيع اللحوم والخضار والأسماك المجمدة الملاذ الوحيد للفقراء ومحدودي الدخل في غزة الذي ترتفع فيه نسبة البطالة لتصل إلى حوالي 50 % حسب دراسات لمؤسسات محلية ودولية.
سعيد نجم صاحب محل لبيع اللحوم والخضار المجمدة، أرجع سبب إقبال المواطنين على الشراء منه لعدم مقدرتهم على شراء الطازجة لارتفاع أسعارها، وكذلك بسبب الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية التي دفعت الكثير من الموظفين الحكوميين لاتباع سياسة تقشفية.
وأضاف : "سعر الكيلوغرام من الدجاج الطازج يبلغ 14 شيقلا، وسعر الكيلوغرام من اللحوم الحمراء حوالي 50 شيقلا, ولا يستطيع الفقراء وأصحاب الدخل المحدود شراءها فيستعيضون عنها بالمجمدة لإنخفاض ثمنها".
واشتكى الكثير من المواطنين، من ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان المبارك، مرجعين ذلك لجشع بعض التجار واستغلالهم حاجة الناس.
وحسب إحصائيات وكالة "الأونروا"، فإن غالبية سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر، خاصة بعد فرض الحصار "الإسرائيلي" في 2007.
من جانبه قال علاء الحلاق 50 عاماً -العاطل عن العمل- :"منذ بداية الحصار "الإسرائيلي"، على قطاع غزة وأنا غير قادر على توفير مستلزمات أفراد أسرتي الثمانية من المواد الغذائية.
وأضاف :" أسرتي تنتظر الشهر الفضيل بفارغ الصبر من العام إلى العام، لنتلقى تبرعات أهل الخير والجمعيات الإنسانية لنسد رمقنا", وتابع أثناء تواجده في محل لبيع المواد الغذائية المجمدة، أنه لا يستطيع شراء اللحوم والأسماك الطازجة لأفراد أسرته نظرا لارتفاع أسعارها، لا سيما أنه عاطل عن العمل ولا يملك ثمنها، مشيراً إلى أن المواد الغذائية المجمدة تباع بأسعار أقل وبمقدوره شراؤها إذا توفرت النقود لديه.
ويقول اقتصاديون محليون :"يعتمد 80 % من سكان قطاع غزة على المساعدات الإغاثية، لذا فهم خارج القوة الشرائية حيث لا يمتلكون المال الكافي للشراء."
وقال الخبير الاقتصادي ماهر الطّباع، أن أزمة البطالة والفقر تفاقمت نتيجة الحصار المفروض على محافظات غزة منذ أكثر من أربع سنوات, وأضاف إن معدلات البطالة والفقر ارتفعت بشكل كبير نتيجة توقف الحياة الاقتصادية بالكامل مشيرا إلى أنه وحسب آخر التقديرات الاقتصادية بلغ معدل البطالة 55 % ومعدل الفقر 80 % في محافظات غزة، وأصبح 85 % من المواطنين يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة من "الأونروا" وبرنامج الغذاء العالمي والجمعيات الخيرية والإغاثية المختلفة.