قائد الطوفان قائد الطوفان

غزة.. "المولات" تهدد الاسواق الشعبية

غزة- شيماء مرزوق

تزاحم المواطنون أمام البوابة كل يحاول ان يجد منفذا يصل من خلاله الى الداخل بعد ان أصبح المكان أشبه بخلية نحل لا تجد فيها موطئ قدم, فـ"المولات" بالنسبة للكثير من الغزيين ليست مكانا للتسوق فقط وانما للتنزه أيضاف وللتعرف على انواع متعددة من البضائع والمنتجات التي لم تكن في القطاع سابقاَ خاصة مع خمس سنوات من الحصار المستمر.

ففي قطاع غزة افتتح مؤخراً عدد من "المولات" الكبرى التي جذبت المواطنين اليها باعتبارها ظاهرة جديدة ومميزة لم يعرفوها من قبل, حيث امتلأت بما لذ وطاب من المنتجات والسلع، الأمر الذي يبدو كمبشر بانتعاش اقتصادي اختلف عليه الكثيرون.

***تسوق مريح

المنتجعات و"المولات" التجارية، أصبحت الشغل الشاغل للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال بهدف تحقيق الربح والترفيه وتقديم الخدمة.

وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر حول الخدمات التي تقدمها هذه الاماكن، إلا أنها مازالت حسب وجهة نظر بعض مرتاديها، أنها تقتصر على طبقة معينة من المواطنين، خاصة من حيث الأسعار، ولكنهم أجمعوا على أنها تحقق لهم الترفيه المطلوب.

ويرى غزيون أن "المولات" أوجدت فرصة جديدة للتنزه خاصة في شهر رمضان المبارك بعد أن بدأت الأماكن المفتوحة مثل المتنزهات والمنتجعات والشاطئ تشهد ازدحاما كبيرا  والكثير من المضايقات.

يقول جهاد سعدي "36" عاماً "أجد كل ما أحتاجه في "المول" ولم اعد احتاج للذهاب إلى السوق وتحمل مشقة حمل الاكياس الثقيلة والاغراض لمسافة طويلة واستنشاق الروائح الكريهة التي تنتشر في الاسواق نظراً لقلة النظافة والاهتمام.

ويضيف " في المول اتسوق بواسطة العربة وأشتري منتجات لم اكن اعرفها من قبل, فكل شئ مرتب والاسعار عادية".

بدورها حدثتنا اريج عبد الحميد عن جولتها في "المولات" بالقول "الاسواق افضل بكثير فنحن اعتدنا على شراء حاجياتنا منها وخاصة الملابس التي لم تعجبني في المول، فالأسعار مرتفعة والخامات عادية, كما انه لا يسمح لك بالفصال وعليك الشراء بالسعر الموجود على القطعة والذي غالبا ما يكون مرتفعا ولا يتناسب مع جودتها", مضيفة ان ما اعجبها في المول هو الاغراض المنزلية والغذائية, ونظافة المكان.

***للتنزه فقط

أبو فادي صاحب احد محلات المواد الغذائية في سوق الزاوية جلس بجوار بضائعه التي كدسها مع بداية شهر رمضان في انتظار زبائنه الذين اصبح الكثيرين منهم يتجهون لشراء حاجاتهم من "المولات", حيث قال للرسالة "البضاعة كثيرة لكن مين يشتري".

ويضيف "لم اترك صنفا من بضائع واحتياجات رمضان الا وجلبتها في محلي لكن هذا العام الاقبال على الشراء ضعيف خاصة في ظل ازمة الرواتب هذا الشهر, وافتتاح "المولات" التي جذبت الناس اليها".

ومع اقبال رمضان من كل عام تتكدس المحلات التجارية بشتى انواع البضائع الرمضانية, والملاحظ هذا العام ان المحال التجارية و"المولات" بدأت تتزايد وتعرض المنتجات التي كان المواطنون سابقا يجلبونها من الاسواق العامة, وهو ما اغضب بعض التجار, حيث عبر التاجر محمود اسعد صاحب محل في احد الاسواق غزة عن غضبه من افتتاح المولات والمحال التجارية الكبيرة, قائلاً "هادي المحلات بتخرب علينا".

وأوضح ان المحلات اصبحت تعرض كل ما كانت تعرضه الاسواق وهو ما سيدفع الناس للشراء منها بدلاً عن الاسواق.

ويشهد يوما الخميس والجمعة أزمة خانقة في المولات ولكنها لا تعبر ابدأ عن حجم البيع والشراء الفعلي حيث يكون معظم المتواجدين ’’متنزهين’’ فقط, ويقول حامد فهمي احد العاملين في "مول" تجاري بغزة أن الحركة التجارية تشتد نهاية الاسبوع حيث يمتلئ المكان بالمواطنين والذي يأتون للتنزه اكثر من الشراء, مقارنة بمنتصف الاسبوع الذي يكون "المول" خاليا تقريباً الا من العاملين فيه.

وبالرغم من القفزة النوعية التي قفزتها رؤوس الاموال بغزة باتجاهها الى هذا النوع من الاستثمار يبقى المواطنون في حيرة من امرهم بين التوجه نحو الاساليب الحديثة والمريحة في التسوق أو البقاء على حالهم القديم وجلب احتياجاتهم من الاسواق التي اعتادوا عليها عملاً بالمثل القائل "من ساب قديمو مات".

البث المباشر