قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: لن يكون الأردن وطنا بديلا

مصطفى الصواف   

مرة أخرى ولن تكون الأخيرة التي تثير فيها الأوساط الصهيونية قضية الوطن البديل عندما يبدأ الحديث عن الدولة الفلسطينية، وهذا دليل واضح أن الصهاينة لن يقروا أو يعترفوا بدولة فلسطينية للفلسطينيين ولا على 22% من مساحة فلسطين التاريخية لأنهم يرون أن كل فلسطين هي ارض يهودية وأن الأردن هي دولة فلسطين.

قلنا نحن أيضا أكثر من مرة أننا كشعب فلسطيني لا نقبل بغير فلسطين وطنا، ولو أردنا غير ذلك لكان منذ عشرات السنوات ولصفق لنا العالم وساعدونا على ذلك،كما هم الآن يحاولون مع الفلسطينيين في الشتات الذين هجروا من ديارهم غصبا وقهرا وعقب المجازر التي ارتكبها يهود بحقهم من دير ياسين وحتى محرقة غزة، وما كان إنشاء وكالة الغوث الدولية إلا بداية السعي نحو التوطين، سياسة فشلت ولن تلقى النجاح مع قادم الأيام، لأن الشعب الفلسطيني  يرفض الوطن البديل ويرفض التوطين ولازال يحمل مفتاح بيته وأوراق أرضه ( الكوشان ) ويسعى نحو العودة مهما طال الزمن أو قصر، ولكنه التصميم والإرادة التي لا تلين والسعي الحثيث نحو العودة وإقامة الدولة.

(إسرائيل) ليست وحدها من يقرر في القضية الفلسطينية وإن كانت تملك القوة الغاشمة والتأييد السافر من قوى البطش العالمية وعلى رأسها أمريكا، وتلقى اعترافا مع الأسف من دول عربية هي مهددة الآن من قبل (إسرائيل) أن تكون وطنا بديلا عن فلسطين للشعب الفلسطيني.

الأردن الدولة الثانية التي اعترفت بحق (إسرائيل) في اغتصاب فلسطين من خلال اتفاق واد عربة عليها أن تطمئن فنحن كشعب فلسطيني لن نقبل أن نقيم دولتنا إلا على ترابنا فلسطين الدولة الجار من الناحية الغربية للأردن ولن نعترف بحق إسرائيل في الوجود وإن اعترف النظام الأردني بها، فهو اعتراف باطل بطلان ( إسرائيل ) هذا ما نقره ويقره شعبنا الشقيق في الأردن.

سنقاتل إسرائيل لو فكرت أن تفرض علينا بدلا غير فلسطين كما سيقاتلها كل أردني وعربي ومسلم، كما نقاتلها اليوم وهي تغتصب فلسطين ولن تمنعنا الاتفاقيات ولا المعاهدات التي وقعتها بلدان عربية ولا تلك التي وقعت بأيدي فلسطينية، ولن نقبل في لحظة ضعف وهوان أن نتنازل عن كامل حقنا في فلسطين.

سيبقى الأردن وطنا مضيفا للفلسطينيين وسنحافظ عليه وطنا للأردنيين، ولن يكون يوما غير ذلك، ونتمنى أن يدرك الساسة الأردنيون أنهم أخطئوا عندما اعترفوا بـ (إسرائيل) وعليهم أن يصححوا الخطيئة التاريخية التي ارتكبوها بحق شعبهم أولا وبحق الشعب الفلسطيني، وأن يتخذوا الخطوات العملية اللازمة التي تؤكد على تكفيرهم لهذه الخطيئة، ولا نريد هنا أن نقول لهم ماذا يفعلون فهم يعلمون بعد هذه التهديدات الواضحة لأرضهم ودولتهم والمطامع الصهيونية فيها، رغم أن الاعتراف كان من باب دفع هذا التفكير من قبل يهود بأن الأردن وطن للفلسطينيين ورغم ذلك لازال  التفكير لديهم قائما.

لا تغتروا كثيرا بالكلمات العنترية والخطابات الرنانة والشعارات الزائفة التي يطلقها بعض المتقلبين يمينا وشمالا، فالواقع يحتاج إلى ما هو أكثر من كلام خاصة في ظل الربيع العربي، الموقف يحتاج خطوات عملية سريعة للتصدي لهذا العدو الغاصب.

ستبقى فلسطين أرضا خالصة للفلسطينيين مهما تجبر هذا العدو أو تنازل المتنازلون، والأردن كذلك هو بلد شقيق للشعب الأردني ولن ننازعه فيه.

 

البث المباشر