الرسالة نت- عمر عوض
الحديث مع أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 19 عاماً لا يمل لأنه يحمل في طياته قصص حافلة بالجهاد والعطاء أمام عدو تلذذ في تعذيب الأسرى.
"الرسالة" التقت بالأسير القسامي المحرر إياد أبو طاقية، من مخيم جباليا، شمال غزة، الذي يعد وحداً من آلاف الأسرى الفلسطينيين، الذين أمضوا زهرة شبابهم خلف قضبان الاحتلال، فعاشت معه محنة الأسر، وفرحة الإفراج ولقاء الأحبة.
مشواره الجهادي
ويقول المحرر اياد عن صفقة التبادل:" عندما سمعنا باتمام الصفقة بين حماس والاحتلال شعرنا بنشوة النصر، فقد تحررنا من القيد رغم انف الاحتلال"، متمنيا تواصل الانتصارات على الاحتلال حتى دحره عن ارض فلسطين المحتلة.
وأضاف :" خروج غزة عن بكرة أبيها لاستقبالنا جعلنا نشعر بعظمة مكانتنا في قلوب شعبنا الذي ظل يحتضن المقاومة رغم كل الصعاب التي مر بها".
وأثنى أبو طاقية على قدرة المقاومة على الاحتفاظ بجلعاد شاليط لأكثر من خمس سنوات، مطالبا اياها بمواصلة عمليات خطف الجنود لتحرير باقي الأسرى من سجون الاحتلال.
وكان أسيرنا المحرر قد خط مشواره الجهادي، في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ضمن مجموعة (الشهداء) - أولى المجموعات القسامية التي قاومت الاحتلال وعملائه بالسلاح الأبيض-، وتمكن هو وإخوانه المجاهدين من قتل عدد من الصهاينة.
وحين توالت العمليات ضد المحتل في قطاع غزة، تربص العدو بهم حتى تمكن من اعتقال أبو طاقية بتاريخ 23/11/1992م، وحكم عليه بالسجن 40 عاماً أمضى منها 20 عاماً قبل أن تحرره المقاومة ضمن صفقة الوفاء للأحرار.
وعن أخطر الأساليب التي يتعرض لها الأسرى، اكد أن الاحتلال يعتمد على ما اسماه أسلوب "العصافير" للإيقاع بالأسرى من خلال وضع عميل بينهم ليتحدث لهم عن إنجازاته المزيفة لجر الأسير المستهدف للحديث عن عملياته البطولة، مطالبا المقاومين الذين يقعون في الأسر بأخذ حذرهم من هذا الأسلوب الخطير.
لقاء الأحبة
وأثناء حديثنا مع الأسير المحرر قاطعنا ابنه البكر صهيب، وقال:" منذ عشرين عاماً كنت انتظر خروج على أحر من الجمر، فقد أسر عندما كان عمري أربعة أشهر، مؤكدا أن لحظة اللقاء كانت صعبة. مضيفا :" بعد رؤيته شعرت وكأن روحي رجعت إلي من جديد".
وللفرحة معنى في قلب شقيقه حسن، الذي جلس إلى جانبه، عاجزاً عن وصف فرحته برؤية اخيه، بعد عشرين عاماً ، واكتفى بالقول " تحريره أجمل يوم بحياتي".