الغسل ينشط الجسم ويقي الجلد من الميكروبات

قال تعالى: ﴿وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ﴾[المائدة:6].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حق الله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام، يغسل رأسه وجسده" أخرجه مسلم.

إن الدين الحنيف يأمرنا بالوضوء بعد البول والغائط بينما يأمرنا بالغسل بعد إنزال المني أو التقاء الختانين بين الرجل وامرأته، كما ورد في الحديث: "إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل"( أخرجه مسلم)، إن وراء ذلك حكمة جلية وواضحة وهي أن البول والغائط ينتهي بالاستنجاء وذلك بزوالهما عن مكانهما، أما في حالة الجنابة فقد تبين ومن خلال الأبحاث المتقدمة والحديثة أن العلاقة الجنسية (الجماع) وقذف المني يؤدي إلى فتور وارتخاء يعلل طبياً بوهن شديد في الأعصاب.

حيث أنه وعند وصول الزوجين إلى القذف واللذة وبحصول توسع في الأوعية الدموية المحيطة مما يؤدي بصاحبه إلى فقدان قسط كبير من نشاطه العقلي والفكري وإن الاغتسال عندها ينبه الشبكات العصبية الحسية لتوقظ الجهاز العصبي من سباته وليسترجع بذلك حيويته ونشاطه كما ينشط الدورة الدموية ويعيد إليه توازنه، إذ أنه يتسبب عن اللقاء الجنسي وهن نفسي ورغبة في النوم وعملية الغسل تفيد تنشيط الجسم والروح ويحس المغتسل بالبهجة والانشراح والفرح والسرور.

ذلك أن العملية الجنسية يزداد فيها إفراز مادة الأدرينالين فتتسارع ضربات القلب وتزيد سرعة التنفس ويرتفع ضغط الدم، وهذه الأشياء تصل إلى ذروتها عند القذف فيفقد الإنسان 6 كيلو سعرة حرارية في الدقيقة لمدة 30 ثانية هي فترة قمة اللذة كما يفقد حوالي 4،5 كيلو سعرة حرارية في الدقيقة بعد الوصول إلى قمة اللذة فمعنى ذلك أن العملية الجنسية عبارة عن بذل مجهود عضلي ويستتبعها خمول وكسل جسمي ولا يعيد النشاط إلى الجسم بعد هذا الفتور إلا الغسل, كما أن الإنزال يسبب إفرازات في جميع أجزاء الجسم خاصة الثنايا نتيجة للافرازات التي تفرزها الغدد العرقية الموجودة تحت الإبط وحول السرة وحول الأعصاب التناسلية وإذا تركت هذه الافرازات اللزجة على الجسم فإنها تلتصق بالملابس ثم تأتي البكتريا فتحللها وتخرج رائحة غير مستحبة وفي الواقع أن هذا النوع من الغدد تبدأ افرازاتها عند البلوغ.

إن جلد الإنسان يحتوي على بكتريا توصل إليها علماء الميكروبات وبشكل خاص البكتريا السبحية التي تسبب الكثير من الأمراض عندما تضعف قدرة مقاومة الجلد بسبب إهمال النظافة وعدم الاستحمام، وتسبب الفطريات التي تهاجم الجلد عند ضعف مقاومة مجموعة الأمراض المعروفة باسم التينيا منها ما يصيب الرأس ومنها ما يصيب الفخذين ومنه ما يصيب اليدين أو القدمين، فالإنسان إذا مكث فترة طويلة دون استحمام فإن إفرازات الجلد المختلفة من دهون وعرق تتراكم على سطح الجلد محدثة حكة شديدة وهذه الحكة بالأظافر التي غالباً ما تكون غير نظيفة تدخل الميكروبات بالجلد كذلك فإن الافرازات المتراكمة هي دعوة للميكروبات كي تتكاثر وتنمو.

فحكمة الغسل عظيمة حيث تنشط الجسم وتعيد إليه حيويته ولم تكتف الشريعة السمحة ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بالحض على الاغتسال فقط من الجنابة بل حث الرسول الكريم على الاستحمام ولو لمرة واحدة في الأسبوع فسن لنا سنة الاستحمام أو الاغتسال لصلاة يوم الجمعة -والأحاديث في ذلك كثيرة- حفاظاً على نظافة الجسم ونقاء الجلد.

 

البث المباشر