يشن الجيش النظامي السوري هذه الأوقات هجوماً مضاداً؛ لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب.
وتدور اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة في أحياء عدة بالمدينة، تترافق مع تعزيزات عسكرية لجيش الأسد قادمة إلى حي صلاح الدين، الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين.
وينظر لمعركة السيطرة على حلب -وهي مركز قوة رئيسي في البلاد ويبلغ عدد سكانها 5.2 مليون نسمة- على أنها نقطة تحول محتملة في الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا ضد الأسد.
وقد تمنح هذه المعركة أفضلية لطرف على الآخر في الصراع الدائر بين الحكومة وقوات المعارضة.
وفي وقت يحبس فيه العالم أنفاسه مع تنامي التحذيرات الدولية حول معركة حاسمة وشيكة في مدينة حلب السورية، استخدمت قوات الجيش السوري أمس المروحيات في هجمات على عدد من أحياء المدينة التي تحاصرها قبل شن هجوم متوقع على معاقل «الجيش السوري الحر» فيها، والذي أكد سيطرته على أحياء عدّة في المدينة بالتزامن مع نجاح عناصره في اعتقال نحو 150 عنصرا من الجيش النظامي والشبيحة، 100 منهم في حلب و50 في إدلب بينهم 14 ضابطا.
في غضون ذلك، تواصلت التحذيرات الدولية من وقوع مجزرة جديدة وكارثة في مدينة حلب المحاصرة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن التقارير تظهر «تصعيدا خطيرا في جهود الحكومة لسحق المعارضة المسلحة».
وأضافت: «هذا هو مبعث القلق.. أن نشهد مذبحة في حلب، وهذا ما يحضر له النظام فيما يبدو». كما قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن الرئيس السوري بشار الأسد «يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه» في حلب،.
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من «خسائر فادحة في الأرواح وكارثة إنسانية»، فيما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس إنه «لا يمكن أن نصمت أمام ما يفعله الأسد في حلب».
وبينما طالبت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الحكومة السورية والمعارضة أمس بضمان أمن المدنيين في المدينة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية إلى «وقف الهجوم» الذي تشنه على المدينة.
يأتي ذلك في وقت قال فيه مصدر قريب من الوسيط الدولي كوفي أنان «إن أنان ما زال يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة هناك، رغم كونه كبش فداء», لفشل جانبي الصراع في سوريا في الاتفاق, فيما قال الجنرال النرويجي روبرت مود، الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سوريا، إنه يعتقد أن الأسد سيسقط إن عاجلا أو آجلا.
إلى ذلك، حذرت مصادر هيئة أركان القوات المسلحة الروسية أمس المعارضة السورية من محاولة الهجوم على قاعدة طرطوس البحرية، وقالت المصادر إن «القوات البحرية الروسية في المنطقة تملك كل ما يمكنها من الرد بشكل حاسم على مثل هذا الهجوم».