يتجهز الشاب خليل كعادته، بجيوب تكاد تكون فارغة، استعدادا لقضاء أيامه التي تسبق قدوم العيد، يتجول خلالها في أرجاء سوق الشيخ رضوان بحجة التسوق، يضحك على الباعة وعلى نفسه بنفس الوقت.
ونظرا لسوء الأحوال الاقتصادية وعدم توفر فرصة عمل له، اعتاد أن يذهب إلى السوق لمجرد التسلية والفرجة، وملء فراغ إجازته الدائمة.
هناك في سوق الشيخ رضوان وسط مدينة غزة, "بسطات" من الحلوى والشوكولاتة وأخرى للملابس، بألوانها وأشكالها ترسم لـ"خليل" صورة حيوية، ليمتع عيناه برؤيتها فقط دون الشراء لعدم قدرته.
غالبية المواطنين في قطاع غزة ينشغلون لاستقبال عيد الأضحى المبارك بشراء ملابس العيد لأبنائهم ومواد غذائية وحلويات، فيما انشغل البعض بصيام يوم عرفات والتجهيز لذبح الأضاحي.
وبمجرد دخولك أولى عتبات الأسواق بغزة، سرعان ما يلفت انتباهك خلو المحلات التجارية ومحلات الملابس من المشرتين على الرغم من توافر اغلب مستلزمات العيد، وتقديم عروض تخفيض الأسعار.
ويقول المواطن خليل عرفة لـ "الرسالة نت" إنه يقضي أيام ما قبل العيد بـ "الفُرجة" على ما يتزين به السوق من ملابس، إلا أن "فضاوة الجيب" تحول دون أن يفرح أولاده بشيء مما يباع بالمحلات.
ويضيف: "البضاعة أشكال وألوان كثيرة في السوق لكن التجار يرفعون الأسعار، وبنفس الوقت الوضع الاقتصادي سيء وما بقدر أشتري أي شيء".
ويخرج خليل من منزله ويرجع بـ "خُفّي حُنين" بعد جولة تمتد في السوق قد تصل إلى 7 ساعات خلال اليوم الواحد.
في المقابل .. يشكو عدد من تجار الملابس ومحلات بيع الحلويات في اسواق غزة من ضعف الاقبال على التسوق في موسم عيد الأضحى وتراجع حركة المبيعات الكلية في الاسواق على غير العادة كالأعياد السابقة.
ماجد الأغواني تاجر وصاحب محل لبيع الملابس يقول لـ "الرسالة نت"، إن الاسواق في غزة تعاني ضعفا في حركة المواطنين الشرائية على الرغم من تقاضي الموظفين لرواتبهم قبل أيام.
وأشار الأغواني إلى أن مواسم الاعياد هي التي يعلّق عليها التاجر آماله في تصريف بضاعته، لتعويض باقي أشهر السنة وسداد الالتزامات المالية المترتبة على التجّار الا أن الأسواق تشهد ضعفاً كبيراً.
ويوافقه الرأي التاجر يوسف الغمراوي الذي أرجع سبب ضعف البيع هذا الموسم إلى مجيء العيد في نهاية الصيف وبداية فصل الشتاء، وكان قد سبقه موسم المدارس وعيد الفطر.
ويتابع الغمراوي: "كل ما سبق، دفع المواطن للتراجع عن التسوق اضافة لضعف موارد الاسرة المالية والغلاء وانشغال الناس بشراء الاضاحي، مما شكل خيبة أمل للتاجر الذي ينتظر موسم العيد بفارغ الصبر".
ووفق التاجر الغمراوي، فإن معظم المواطنين الذين جاءوا للسوق لكي يشتروا للعيد، فإنهم فقط يقضون اوقاتهم بالتسلية وتضييع الوقت و"الفرجة" على ما يوجد في السوق دون شراء.