"الروبوت" يكتب شعرًا في تجربة غير مسبوقة:

"الأعمال الكاملة لإنسان آلي" في ثوب مصري جديد عن دار "سندباد"

القاهرة-الرسالة نت

في مستهل عامها الثاني، وتزامنًا مع انعقاد الدورة الثانية والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب (28 يناير إلى 10 فبراير 2010) أصدرت "سندباد للنشر والإعلام" بالقاهرة طبعة جديدة لديوان "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية"، وهو الجزء الأول من مشروع طموح للشاعر المصري شريف الشافعي بعنوان "الأعمال الكاملة لإنسان آلي".

يقول الكاتب الروائي خليل الجيزاوي مدير دار سندباد إن هذا النص الشعري يمثل حالة من حالات الدهشة والتفرد، من حيث المضمون والشكل، وقد صدر منذ عدة شهور في طبعة سورية عن دار "تالة"، كما صدر قبلها في طبعة خاصة محدودة، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشره وتوزيعه بمصر من خلال دار سندباد، في محاولة من الدار للانتصار للشعر الحقيقي المتوهج.

ويرى خليل الجيزاوي أن الجزء الأول من الأعمال الكاملة لإنسان آلي (235 صفحة من القطع الكبير) يمكن اعتباره تبشيرًا بمذهبية جديدة في الكتابة الشعرية، تتجلى فيها طزاجة الموهبة الخام، خارج حدود التكنيك والقوالب، ويتزاوج الفضاء الإبداعي النقي والفضاء الرقمي وعوالم الإنترنت، ومن هنا احتفت بالديوان أقلام النقاد والمتابعين خلال الأشهر الماضية، ووصفته بأنه نقلة في مسيرة قصيدة النثر العربية، بمفهومها الحيوي، من حيث الجمع بين الرؤية الإنسانية الشاملة، والعمق، والبساطة، والقدرة على استشفاف روح العصر وتقنياته، وهذا هو الفرق الأساسي بين تجربة الشافعي الزاخمة، وكثير من التجارب المقلدة، التي تمسحت بمصطلحات التكنولوجيا وأيقونات الإنترنت، بدون الغوص في تحليل فلسفة تسييد هذه التكنولوجيا، في صراع الآلة والبشر، وصراع البشر والبشر.

ويستطرد الجيزاوي قائلاً: مما يُحسب للشاعر بالتأكيد أنه قدم إنجازه الشعري الأصيل وإضافته المهمة لقصيدة النثر المصرية والعربية، وهو مغترب خارج حدود مصر، وخارج أية شلة أو جماعة شعرية هنا أو هناك. وقد أفاد هذا التحرر ـ بل الاستقلالية ـ  الشاعر، فاتسعت دائرة متابعيه وقرائه، والتفتت إليه الأقلام من سائر الأنحاء.

يتضمن الجزء الأول من ديوان الشافعي إشارة إلى جزء ثانٍ قيد النشر بعنوان "غازات ضاحكة". والمشروع كله على لسان إنسان آلي، أعلن تمرده على قطيع الروبوتات (البشر)، وراح يتزحلق فوق الثوابت، ويخلخل القوانين، ويثور على برامج التشغيل والتنميط، ويفضح حياة خنقتها الحسابات والمادة والأطر الشكلانية، ويحن إلى إرادته الحرة وروحه المفقودة خارج الغرفة الكونية المجهّزة. من أجواء الديوان:

 

 

البث المباشر