مقال: مواقف حماس انتصارا للمبادئ والحق

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

يظن البعض أن حركة حماس وقياداتها السياسية يحملون نفس الموقف من القضايا المختلفة، وهذا الظن خطأ لأن وجهات النظر لدى قيادات حماس قد تختلف من قيادي إلى آخر ولكن هذا الاختلاف تحكمه مؤسسات الحركة وتقرر فيه بشكل ديمقراطي شوري قائم على تحقيق المصلحة سواء المصلحة الوطنية العليا أو مصالح الحركة التنظيمية.

مع كل موقف للحركة تجاه ما يجري على الأرض في فلسطين أو في الإقليم العربي والإسلامي يظهر من يتحدث عن خلافات وانقسامات وتيارات داخل الحركة وكان آخرها موقف حماس من حزب الله والبيان الأخير الذي طالبت فيه حماس الحزب بسحب قواته من سوريا وإبقاء البوصلة تجاه العدو الصهيوني والنأي بنفسه من الدخول في صراع طائفي سيجر المنطقة إلى صراع الجميع في غنى عنه وسيحرف البندقية عن وجهتها الحقيقية والتي يجب أن تبقى موجهة نحو العدو الصهيوني.

موقف حماس وبيانها اتخذ عبر مكتبها السياسي خلال اجتماعه في القاهرة وجاء بعد التدخل السافر لحزب الله في الساحة السورية فكان لابد من موقف واضح وصريح ودعوة أو نصيحة لحزب الله دون أي اعتبارات للمواقف السياسية والحسابات لأن موقف حماس هو موقف فيه انتصار للمبادئ وللحق وانحياز نحو حق الشعب السوري في اختيار قيادته وعلى الجميع احترام الشعب السوري وخياراته.

جولة حماس العربية والإسلامية وضعت في سياق منحرف من قبل البعض حتى أن البعض ذهب نحو أن حماس في القاهرة بهدف مساندة النظام المصري في مواجهة نهاية الشهر الجاري الذي دعت إليه حركة تمرد والسؤال المطروح هو هل زيارة وفد حماس لتركيا أيضا من اجل مساعدة اردوغان لمواجهة ما يجري في ساحة تقسيم؟

هذا حقيقة تفكير عقيم وبعيد عن المنطق فهذه الجولة شملت أكثر من عاصمة عربية وإسلامية بدأت بالكويت فالدوحة فالقاهرة ومن ثم أنقرة وقد تشمل الجولة عواصم أخرى الهدف منها هو شرح أبعاد المخاطر الصهيونية على القضية الفلسطينية والقدس والعمل على تحشيد الطاقات العربية والإسلامية نصرة للقضية الفلسطينية بالإضافة إلى القضايا العربية والإقليمية والأوضاع في سوريا وغيرها من القضايا المختلفة.

هناك أيضا محاولات لحرف الزيارة وربطها بتحالفات جديدة لحماس وانحراف بوصلتها نحو الاعتدال بدل محور المقاومة، وان هناك ضغوطات تمارس على حماس من أجل اتخاذ مواقف كانت ترفضها في السابق، علما أن حماس نأت بنفسها عن المحاور والتحالفات وترفض أن تكون جزءا من هذه التحالفات وان بوصلتها لازلت في الاتجاه الصحيح وهي نحو العدو الصهيوني والتركيز على مصالح الشعب والقضية الفلسطينية وان من يريد أن يدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته دون أن يكون هناك أثمان سياسية تدفع مقابل هذا الدعم والذي هو في الأساس واجب على الأمتين العربية والإسلامية وليس منة من أحد.

حماس لازالت موحدة في مواقفها بعيدة عن الانشقاقات والخلافات والتحالفات وإن اختلفت وجهات النظر بين قياداتها حول القضايا المطروحة يحسمها القرار الشورى لمؤسساتها الذي يتخذ من قبل قيادة الحركة والتي يلتزم بها الجميع عسكريا كان أو سياسيا فالجميع يلتزم بقرار القيادة في نهاية المطاف.

حماس لن تكون ورقة في يد أحد ولن تبيع مواقفها ومبادئها من أجل رضا هذه الدولة أو هذا النظام وعندما تتخذ موقفها تتخذه بكل ثقة وتطرحه أيضا بكل ثقة بعد دراسة كل الأبعاد والآثار لهذا القرار وهدفها هو المصلحة الفلسطينية والدفاع عنها ونقل رسالة الشعب الفلسطيني إلى كل الأطراف العربية والإسلامية والدولية.

 

البث المباشر