قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الانقلابيون يشعلون النار في مصر فمن يطفئها ؟!

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

وقع المحظور في مصر وغَلب الانقلابيين الحل الأمني واختاروا طريق الدم في مواجهة أنصار الشرعية والرئيس المصري المعزول محمد مرسي وهذا قد يؤدي إلى بحر من الدماء لن يكون مقتصرا على أنصار الشرعية الرافضين للانقلاب بل قد يجر إلى حرب أهلية ستنتقل من ميداني النهضة ورابعة العدوية إلى كافة أنحاء القطر المصري الأمر الذي لا نتمناه لأنه سيشكل تدميرا لمصر ونصرا للصليبيين بقيادة أمريكا واليهود بقيادة (إسرائيل).

الفصل الأول من الحرب الأهلية بدأ بهذه المجزرة والتي لازالت فصولها مستمرة وأنا اكتب هذا المقال والحديث عن مئات من الشهداء والآلاف من الجرحى ولا ندري فيما لو استمرت فصول المجزرة التي يرتكبها الجيش المصري والداخلية في رابعة والنهضة وفي شوارع مصر المختلفة التي انتفضت لمواجهة الانقلاب والمجزرة الجارية في مصر.

ظن الانقلابيون أن المعركة ضد الشرعية ستنتهي بفض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية وكأن مصر هي رابعة والنهضة والحديث الآن عن خروج للشارع المصري في كافة المحافظات وسيطرة من قبل الجماهير على مبان حكومية ومحافظات وهذا مؤشر على أن مصر مقبلة على فوضى عارمة حذرنا منها فيما كتبنا منذ وقوع الانقلاب وحذرنا من تغليب الحيل الأمني على اي حلول سياسية لأن نتيجة ذلك هو الفوضى ومع تدفق أول دفقة من الدماء كما جرى أمس سيكون الحوار عبر الدم وليس الحوار والعقل والعودة عن الانقلاب الدموي.

الجيش والداخلية أشعلوا الفتيل ونجحوا في إضرام النار في الشارع المصري ولكن على ما يبدو أنهم لن يتمكنوا من إطفاء هذه النيران والتي يمكن أن ترتد عليهم وتلتهمهم وبات الشارع المصري جله مشتعلا وليس النهضة ورابعة كما ظن العسكريون وواصلوا غيهم وعنادهم معتمدين على ما لديهم من قوة عسكرية وتواطؤ دولي وبعض العرب.

إذا استمر سفك الدماء في مصر لن يتوقف الأمر على مصر بل سيمتد إلى المنطقة الإقليمية كردود فعل على التواطؤ الدولي للجرائم المرتكبة بحق الشعب المصري وإراقة الدماء الذي أعقب عملية اغتيال الديمقراطية التي جرت على أيدي الفريق عبد الفتاح السيسي قائد الجيش وفريق العلمانيين واليساريين واللبراليين الذين أدركوا ان زمانهم قد انتهى وأن بقاءهم مرهون بتحالفهم مع العسكر وهذا ما تم بالفعل ولكن لم يحسب هؤلاء أن الزمان تغير والمصري أيضا تغير والعربي لا يقل تغيرا عن الجميع.

على ما يبدو أن أمريكا أخطأت الحسابات هذه المرة أيضا وظنت أن تمرير الانقلاب في مصر سيصيب الأمة العربية والإسلامية بالإحباط أو فقدان الثقة بالذات الأمر الذي يجعلها تتراجع عن المضي في امتلاك إرادتها لمواجهة الهيمنة الأمريكية على المنطقة ويبدو أن جريمة الانقلاب وسفك الدماء في مصر سيشعل المنطقة وسيضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة مع قادم الأيام وهذا ما تخشاه أمريكا ولكن يبدو انه المشهد القادم في المنطقة الإقليمية والعربية.

إذا لم تتوقف المجزرة في رابعة والنهضة وميادين مصر المختلفة من قبل الانقلابيين والداخلية فإن الدم سيقابل بالدم وان مصر التي نرجو الله أن يحميها ويحمي أهلها مقبلة على حرب أهلية دموية، لذلك على قادة الانقلاب التوقف عن سفك الدماء والعودة إلى الرشد والعقل إذا كانوا يريدون السلامة لمصر وأهلها وإلا ستكون العواقب وخيمة ولكن يدفع الثمن الرافضون للانقلاب بل ستدفع مصر كلها الثمن وكذلك الأمة العربية والإسلامية وسيكون المستفيد الوحيد مما يجري هو الكيان الصهيوني والأمريكان لأن ذلك سيسهل سيطرتهم على المنطقة ويطمئنون على أمنهم لسنوات أطول.

ما يجري في شوارع مصر هو جريمة حرب يجب أن تتوقف وان يهب الأحرار في كل مكان لإدانتها والعمل على وقفها حفاظا على مصر وأهلها وحفاظا على حقوق الإنسان والحرية الإنسانية وسرعة تدارك الموقف قبل أن يصبح تداركه مستحيلا مع مزيد من تدفق الدماء وسفكها على أيدي الانقلابيين والداخلية المصرية.

نرجو الله أن يحمي مصر ويحفظ دماء المصريين وأن يتوقف حمام الدم المراق والذي لن يحقق الاستقرار للانقلاب ولن يثبت أقدام الانقلابيين بل على العكس سيجعل هؤلاء أيديهم ملطخة بدماء المصريين وسيُقدم هؤلاء للمحاكمة وقد نراهم قريبا على أعواد المشانق لهذه الجرائم والدماء المسفوكة بلا وجه حق ولكنها تسفك للتغطية على جريمة الانقلاب على الشرعية المصرية.

البث المباشر