مقال: خيط حرير على حيط خليل

م . كنعان عبيد
م . كنعان عبيد

م . كنعان سعيد عبيد

قصتُنا في السياسة كعنوانِ مقالِنا حين تكون أحوالُنا كفزورةٍ من فوازير الثرثرة يُطلب فيها من المُتسابق أن يُكرر جُملة "خِيط حَرير على حِيط خليل" عشرَ مراتٍ كي تَصِل معه الجُملة في نهاية العد الثالث إلى بدائل وخيارات لم تَخطر إلا على بال الإعلام المصري أو نسمعها في تصريحات عُكاشة وعزام الأحمد كي نسمع مثلاً أن خليل أصبح عندهم خيطاً من الحرير على حيط جيران المُغنية فيروز أو مُتَّهماً برفع سكين حرير على خيط الحيط أو رُبما يضطر المتسابق أن يلعن الحرير والتحرير والحيط قبل أن يصبح مَضحكة المشاهدين أو يُتهم بتزوير حقيقة حيط البراق في الخليل أو تحرير الأسرى.

ولم تكن قصة السياسة أفضل حالاً من جُملة الحيط  والخيط حين نتابع الأخبار في الذكرى الأربعين لانتصار الجيش المصري في 6 أكتوبر، يوم تَتَبدل الجمل غير الجمل لنفس الكلمات كي نسمع مثلاً باستعداد الجيش المصري لغزو غزة رداً على اجتياح قواتها لسيناء وقناة السويس سنة 1967 وأنه هنيئاً لسمك البحر حين تُقصف قوارب صيادي غزة من زوارق مصرية لم تُشارك في تدمير المدمرة (الإسرائيلية) ايلات في اكتوبر1967 أو حتى اغراق الحفار (الإسرائيلي) عن البترول، وأن التضامن العربي في وقف ضخ النفط للغرب أثناء حرب 1973 أوقف محطة توليد كهرباء غزة ومولدات مستشفى الشفاء المتهم بعلاج جرحى حرب الفرقان بعد أن رفض عباس التصويت على قرار جولدستون بحجة الأمن القومي المصري، أو نسمع مثلاً تعظيم سلام من عمرو أديب زوج لميس لقائد الدبابة (الإسرائيلية) التي قصفت آل العثامنة في بيت حانون وللطائرة التي جعلت لحوم أطفال مجزرة آل السموني والدلو جاهزة للوحدة الخاصة من الجيش المصري 777 التي تأكل لحوم البشر على رواية المؤرخ العسكري الجنرال توفيق عكاشة انتقاماً لمذبحة بحر البقر سنة 1970 التي قتل فيها 30 طفلا مصريا بطائرات (إسرائيلية) صديقة لعمرو الحديدي.

وجملة الحيط والخيط ليست بعيدة عن تشكيلات وتبديلات عزام الاحمد الذي ينتظر دخول غزة على دبابة مصرية ثأراً بعد أن هرب منها دحلان على دبابة (إسرائيلية) متوجهاً للإمارات في ضيافة ضاحي الخلفان للتخطيط لمذبحة رابعة العدوية استعداداً لاسترجاع مبنى الأمن الوقائي في تل الهوى الذي تحول لمدارس لم يكتمل بناؤها بسبب اغلاق الأنفاق التي يستخدمها الغزازوة لإدخال دبابات لمساندة تظاهرات ميدان رابعة العدوية في ريف دمشق، ونرى مثلاً عباس يصرح ان (إسرائيل) وجدت لتبقى وأنه يستعد لقبول دولة منزوعة السلاح كقبول سوريا أن تكون دولة منزوعة الكيماوي بعد ان أصبح سلاحها الكيماوي يقتل الشعب السوري مثل أسلحة فرق الموت في عهد دحلان التي كانت منزوعة الإنسانية، على أي حال انتهى المتسابق من عد الجملة عشر مرات وأضحك الجمهور بكاءً على أمة ضحك من عارها الأكوادور ولم ينته المحلل السياسي من تبديلاته حتى بدأت موسيقى تسلم الأيادي تعزف السلام الوطني.

البث المباشر