قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: هكذا هو الإعداد والتغيير

أ. مصطفى الصواف
أ. مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

نعم إنهم فتية آمنوا بربهم فزادهم إيمانا وهدى ورشادا ويقينا، ما شاهدته أول من أمس في ملعب اليرموك يقول هكذا يُصنع الشباب، وهنا مكان الرجولة، وهذه الطريق الأمثل لزرع القيم وبناء الأخلاق وشد العزيمة، والطريق الأمثل نحو تعديل السلوك ومجابهة الغزو الثقافي الذي يريد أن يخرج شبابنا من أن يكونوا أدوات التغيير والمواجهة مع العدو الصهيوني إلى متسكعين في الشوارع لا هم لهم إلا أحدث الموضات في الملبس أو تصفيف الشعر.

طلائع التحرير هذا الاسم الذي أطلق على الفوج الثاني كما الأول من فتية صغار في السن كبار في الهمة، ثلاثة عشر ألفا من طلاب المرحلة الثانوية تلقوا فنون القتال وتدربوا على حمل السلاح وزودوا بمهارات قتالية عالية وتربوا على الجهاد والمقاومة، ثقافتهم أن لنا أرضا مغتصبة لابد أن تحرر، ولدينا شعب طرد وهجر من أرضه ووطنه ويريد العودة إليه، وطريق العودة يبدأ من هنا من إعداد الرجال الذين سيحملون على عاتقهم التحرير والعودةـ فكانت فكرة الفتوة التي نفذتها وزارة التربية والتعليم العالي قي قطاع غزة بالتعاون مع كتائب الشهيد عز الدين القسام التي أشرفت على التدريب والإعداد العسكري لجيل التحرير وكذلك وزارة الداخلية وملحقاتها المختلفة.

إعداد جيل التحرير يحتاج إلى إرادة حقيقية للتغيير ووسائل لغرس مفاهيم وثقافات بطرق عصرية تربوية ممنهجة قادرة على التأثير وليس عبر العصا أو العقاب البدني، وإنما عبر التأهيل العقلي والثقافي الذي يأتي بشكل متأن وبطريقة علمية قادرة على الإقناع والتأثير. ثلاثة عشر ألفا لن تجد منهم في قادم الأيام من يرتدي البنطال الساحل أو من يشيطن تسريحة شعره أو من يدور في الشوارع بعيدا عن الخُلق القويم، هذا الجيل الذي يشكل طلائع التحرير يجب الاعتناء به عناية خاصة، وهذه مخيمات الفتوة تحتاج إلى متابعة ورعاية مستمرة، لذلك مطلوب من وزارة التربية والتعليم ممثلة عن الحكومة العمل على متابعة هذه الطلائع خلال تواجدهم في المراحل الدراسية ومتابعتهم في الجامعة عبر ضرورة فرض التدريب العسكري على طلاب الجامعات لفترة زمنية تحددها جهات الاختصاص تكون جزءا من متطلبات التخرج أو من شروط التوظيف أو العمل، المهم ألا ينتهي الأمر عند هذه المخيمات رغم أهميتها ودورها الفاعل والمساعد على شحذ الهمم والإعداد للمستقبل القريب.

جيل يصنع على أعين المقاومة وحكومة المقاومة وبأيد أمنية ذات عقيدة إيمانية وعسكرية سليمة ووطنية شريفة وعبر مدربين أمناء على صناعة الجيل، أعتقد أنه سيكون جيلا يُعتد به، يعد لمرحلة التحرير القادمة والتي لن تطول. وهذا الكيان الغاصب على وشك الانزواء والتحلل ونهايته قريبة الحدوث، وهي بحاجة إلى فتية مؤمنة بحقها قادرة على المجابهة عن يقين وجدارة. ونعتقد أن هذا ما يتم الإعداد له ونتمنى ان تعمم الفكرة لتطال من فاتته القدرة على التعامل مع السلاح وحمله.

شكرا للمقاومة، وحكومة المقاومة، شكرا لوزارة التربية والتعليم، شكرا أبا همام أسامة المزيني، شكرا لأولياء الأمور الذين مكنوا الوزارة من هذا المشروع، شكرا لهؤلاء الفتية الذين استجابوا عن قناعة ودون إجبار على الالتحاق بالفتوة حتى يكونوا جيش النخبة وطلائع التحرير إن شاء الله.

البث المباشر