قائد الطوفان قائد الطوفان

نقل شحنة ثانية من الكيميائي السوري

نقل الكيماوي السوري
نقل الكيماوي السوري

دمشق- الرسالة نت

أفادت بعثة الأمم المتحدة المشتركة للإشراف على نزع السلاح الكيميائي السوري الاثنين بأنه تم أخذ شحنة ثانية من مواد الأسلحة الكيمائية السورية لنقلها إلى ميناء في إيطاليا، تمهيدا لتدميرها بموجب اتفاق دولي للتخلص من مخزونات نظام الرئيس السوري بشار الأسد من هذه الأسلحة.

وقالت الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان إنه "تم التحقق من المواد الكيميائية" من قبل أفراد البعثة المشتركة، قبل أن يتم تحميلها في ميناء اللاذقية على سفن شحن دانماركية ونرويجية لنقلها إلى الخارج، وكانت الشحنة الأولى نقلت في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الجاري.

وكانت الحكومة الإيطالية قد أكدت الثلاثاء الماضي سلامة إجراءات تدمير مخزونات السلاح الكيميائي السوري بعد بروز تخوفات وصفتها بأنها "غير مبررة". وأشارت إلى أن الميناء المخصص للمهمة يتعامل بشكل دوري مع آلاف الأطنان من المواد الكيميائية السامة كل عام، وأن هذه العملية لا تختلف عن غيرها.

ورفضت تلك الحكومة تحذيرات بشأن خطط للتعامل مع مكونات غاز الأعصاب من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية في ميناء جيويا تاورو بمنطقة كالابريا جنوبي إيطاليا، والتي قوبل نقل هذه الأسلحة إليها بمعارضة شديدة من الساسة المحليين واحتجاجات من السكان القلقين من المخاطر البيئية والصحية.

والتقى وزراء من الحكومة برؤساء بلديات قريبة من ميناء كالابريا وكذلك سلطات الميناء لطمأنتهم، وذكر المسؤولون أنه سيتم توزيع كتيبات معلومات على السكان المحليين "لتجنب المزيد من التحذيرات غير المبررة".

وقالت الحكومة إن مستوى سمية المواد التي سيتم التعامل معها على أراضيها يبلغ 6.1، وهو مستوى تجري معالجته بشكل دوري في الميناء. وأضافت أن ستين حاوية من الأسلحة والمواد السورية تزن 560 طنا ستنقل في عملية تستغرق بين عشر و24 ساعة.

وأوضحت أنه بالمقارنة مع ذلك نقل قرابة ثلاثين ألف طن من مواد على نفس الدرجة من السمية من سفينة إلى أخرى في جيويا تاورو في عمليات مماثلة عام 2013.

ومن المقرر أن تنقل عناصر ذات أولوية من أخطر المواد الكيمائية السورية -ومنها مكونات لصنع غاز السارين وغاز الأعصاب في أكس (VX)- في ميناء جيويا تاورو الشهر المقبل من سفينة دانماركية إلى السفينة الأميركية كيب راي المجهزة لتدمير تلك المواد في عرض البحر.

جدير بالذكر أن النظام السوري تجاوز الموعد المقرر لنقل أشد المواد سمية إلى موانئ التحميل والمحدد بـ31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقال دبلوماسي غربي كبير الأسبوع الماضي إن النظام نقل حتى الآن نحو 5% فقط من المواد المقرر نقلها إلى سفينة الشحن الدانماركية.

ورغم ذلك لا تزال منظمة حظر الأسلحة الكيمائية -التي تشرف على العملية- واثقة من الوفاء بالموعد النهائي وهو 30 يونيو/حزيران القادم، لتدمير جميع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية البالغة نحو 1300 طن.

وكانت تلك المنظمة -التي تتخذ من لاهاي مقرا لها- قد قالت إنها استقبلت 14 عرضا من شركات من بينها أوروبية وأميركية وصينية، لتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية السورية. وقد رصدت المنظمة حتى الآن مبلغ 54 مليون دولار أميركي لتدمير 500 طن من المواد الكيميائية الصناعية وملايين اللترات من الفضلات الكيميائية السامة.

يشار إلى أن قرار تدمير الترسانة الكيميائية السورية جاء بعد بروز أدلة على استخدامها في خمس هجمات على الأقل، طبقا للجنة تفتيش أممية زارت سوريا. ومن بين أقوى تلك الهجمات هجوم شن يوم 21 أغسطس/آب على غوطة دمشق وراح ضحيته المئات من المدنيين السوريين.

وقد قبل نظام الرئيس الأسد بتدمير ترسانته الكيميائية لتلافي ضربة عسكرية جوية أميركية، كانت شبه وشيكة بعد ظهور صور قتلى غوطة دمشق إلى العلن.

الجزيرة نت

البث المباشر