أكد رئيس الوزراء إسماعيل هنية أن الانقسام الفلسطيني في ساعاته الأخيرة، مشيرا إلى أنه لم يكن خيارا وطنيا بل جاء في منعطف خطير من العلاقات الفلسطينية الداخلية، بما خلف من آثار وتداعيات على وحدة الشعب، إلى جانب التحديات الخطيرة.
وقال هنية خلال كلمة له بعد استقباله وفد المصالحة في بيته بغزة، إن القضية الفلسطينية تمر في أخطر مراحلها ويجب إنهاء الانقسام في أسرع وقت.
وأضاف هنية أن "الوضع يتطلب رؤية وإرادة وقرار ونوايا صادقة وحقيقية، الوقت لم يعد يحتمل استمرار الانقسام، والأجيال تنظر إلى قادتها كي تشكل الرافعة والمنقذ والرؤية الجامعة وتعبر بهذه السفينة لبر الأمان".
وأشار هنية إلى ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر محدقة تنذر بتصفيتها.
وأعرب عن سعادته بقدوم الوفد مرحبًا بأعضائه، وكذلك رحب بالدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وقال "نرحب بكم في أرضكم أرض العزة".
ووصف هنية اللقاء بـ"الوطني العظيم"، موجهًا التحية للشهداء ولأهل الضفة والمرابطين في ساحات الأقصى والقدس.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى ضرورة البدء بالتوقيع الفوري لكل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة.
وتابع هنية عقب لقاءه بوفد السلطة القادم لبحث المصالحة، "جاءت بعد جولات كبيرة، ونحن في مرحلة التنفيذ والتطبيق لما تم التوقيع عليه وليس في وارد فتح حوارات جديدة للتوصل إلى تفاهمات جديدة".
كما ودعا لإنهاء الانقسام ليكون حكومة واحدة ونظام سياسي وقيادة واحدة وبرنامج سياسي متفق عليه، والاتفاق على إدارة القرار السياسي؛ "لأنها مسئوليتنا جميعًا، والقضية لم تعد تحتمل التفرد".
وأضاف " لسنا بمجال الحديث عن مفردات وفقط، بل جئنا لنتحدث عن فتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية، وشراكة حقيقية في القرار والسياسية".
وشدد على أن المصالحة هي خيار وطني فلسطيني وتتم تحت مظلة عربية، مناديًا بضرورة وجود شبكة أمان عربية لحمايتها وتوفير الدعم لها.
وطالب هنية بضرورة العمل على اعتماد استراتيجية وطنية محددة تحدد الأهداف والوسائل الوطنية، مشددًا بضرورة التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية، والاتفاق على كل الأشكال والوسائل التي تحقق هذه الأهداف.
واستطرد: "نحن على وجهة واحدة من أجل إنهاء الانقسام، ونحن في الساعات الأخيرة لإنهائه".
ولفت هنية إلى أهمية الانتخابات مشددًا على أن حركته لا تخشى الانتخابات، مشددًا على أنها الوسيلة الوحيدة من أجل القيادة الجامعة والحكومة الناظمة.
من جانبه، فإن عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح للمصالحة، أكدّ أن نقطة الصفر قد حانت لإنهاء الانقسام السياسي في الأراضي الفلسطينية.
وأثنى الأحمد على ما جاء في كلمة هنية، مؤكدًا في الوقت نفسه على وحدة الفلسطينيين في الضفة والقطاع.
وقال إن الحكومة هي الأداة التي ستتولى تنفيذ كل ما ورد في الورقة المصرية، وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي.
وأضاف "كنا باللمسات الأخيرة لإعلان تشكيل الحكومة، ولكن الأوضاع بمصر حالت دون ذلك، وما زلنا متمسكين بالرعاية المصرية لإنهاء الانقسام".
ولفت إلى تواصل حركته مع جميع الفصائل بما فيها الجهاد الإسلامي لإطلاعها على سير المصالحة.
وأكد ضرورة تفعيل المجلس التشريعي فور الانتهاء من تشكيل الحكومة، لاستعادة دوره.
واعترف بعدم وجود تطورات في الموقف الأمريكي لصالح القضية الفلسطينية، ما دفع السلطة للجوء إلى الأمم المتحدة.
ووفق الأحمد، فإن الإدارة الأمريكية أفشلت سابقًا اتمام المصالحة، وضغطت على عباس لعدم التوقيع على ملف المصالحة باللجوء إلى تهديده بقطع المساعدات عنه.
ووصل الوفد الخماسي لمنظمة التحرير برئاسة عزام الأحمد مساء اليوم إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون، لبحث ملفات المصالحة واتمامها في أسرع وقت.