عيد بأيّ حال عدت يا عيد, بمَا مَضَى أم بأمرٍ فيك تجديد. بالنسبة لغزة فقد جاء العيد هذا العام سيدي المتنبي لا يحمل من التجديد سوى رائحة الدم والدمار التي فاحت في أرجاء غزة، وهي ليست بجديدة.
يطرق العيد أبواب بيوت الغزيين كل عام بجرح سببه احتلال متواصل منذ عام 1948، لكنه يتعمق هذا العام مع استمرار العدوان الذي يدخل يومه الثاني والعشرين وربما يتواصل.
اليوم.. سيفطر الغزّيون على ذكرى 1032 شهيدا منهم 236 طفلا، وسيستقبلون عيدهم بجراح أكثر من 6200 جريح جلّهم أطفال.
اليوم.. سيحفل الغزيون على ركام أكثر من 1600 منزل دمرته آلة الحرب (الإسرائيلية) في عدوانها المتواصل على غزة.
اليوم.. سيأتي العيد على 135 ألف مشرد نزحوا من بيوتهم قسرًا، خوفًا من الموت الذي فرضته عليهم (إسرائيل) معظمهم يسكنون في مناطق حدودية.
اليوم.. سيصلي المحتفلون بالعيد على أطلال عشرات المساجد التي تروست ما سمته (إسرائيل) بنك أهدافها في الحرب على غزة.
اليوم.. سيحل العيد على الشجاعية وبلدة خزاعة المدمرتين بالكامل، واللتين لم يبق منهما سوى ركام وذكريات مؤلمة وأشياء كثيرة.
اليوم.. ستكون فرحة الغزيين بالعيد منقوصة بذكريات عشرات الشهداء الذين ارتقوا في 53 مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق عائلات بغزة.
ولم يهنأ الفلسطينيون هذا العام بصيام رمضان، فقد بدأ العدوان على غزة في التاسع من الشهر الفضيل، وعاشوه تحت القصف في أوقات الإفطار والسحور، وهاهم يستقبلون العيد كذلك.
العدوان المتواصل على غزة أعطب الشعور بالفرحة والابتهاج بالعيد، والذي اعتاد الفلسطينيون عيشه كل عام، فقد قتلت الحرب كل معالم الفرح إلا أن الشعب يأبي أن يعيش.
وشلّت الحرب حركة الأسواق وطقوس التسوق التي يعيشها الغزيون عشية كل عيد، كما قتلت مراسم التجهيز للعيد من شراء ملابس وقص للشعر وزيارة الأرحام وغيرها.