كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان، احصائيات النازحين السوريين والفلسطينيين من سوريا إلى أوروبا، مؤكدا أن أعداد من وصل منهم إلى الحدود الاوروبية في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بلغ نحو 380 ألفا، مقارنة 145 ألفا في الفترة ذاتها من العام الماضي، و280 ألفا خلال عام 2014 بأكمله.
وتشير تقديرات المرصد الأورومتوسطي إلى وصول عدد قياسي من اللاجئين على الحدود الأوروبية خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، حيث بلغ عددهم نحو 190 ألف لاجئ، وصل معظمهم عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا واليونان (وهذا الرقم هو الأعلى منذ بدء عمل وكالة مراقبة وحماية الحدود الأوروبية "فرونتكس" في 2008)، فيما وصل البعض من تركيا عبر الحدود البرية مع بلغاريا، أو عبر البحر إلى اسبانيا.
وبيّن المرصد أنّ اللاجئين من سوريا (بمن فيهم الفلسطينيون) وأفغانستان النسبة الأكبر من اللاجئين إلى أوروبا، حيث يصل معظمهم إلى اليونان وإيطاليا عن طريق ليبيا وتركيا.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) منذ بدء الأزمة في سوريا وحتى نهاية أغسطس (29/8/2015) ما مجموعه (4,088,078) لاجئاً سوريا.
وبحسب احصائيات المرصد، فإن حوالي 2 مليون سوري نزحوا إلى العراق ومصر والاردن ولبنان، بينما نزح حوالي 1.9 مليون إلى تركيا وفق احصائيات الحكومة التركية، وحوالي 24 ألف سوري نزحوا إلى شمال افريقيا.
وتوقع المرصد أن يكون هناك قرابة 200 ألف لاجئ إضافي خلال الأشهر الأربعة القادمة من العام 2015، بحيث تصل أعداد اللاجئين السوريين مع نهاية هذا العام (2015) إلى 4.27 مليون شخصاً.
وكشف المرصد بالأرقام عدد طلبات اللجوء المقدمة إلى دول اوروبا، مشيرًا إلى أن عدد طلبات اللجوء (السورية وغير السورية) المقدمة إلى أوروبا منذ بداية العام 2015 وحتى نهاية شهر تموز/ يوليو (583.758) طلباً، وكانت أكثر الدول استقبالا لطلبات اللجوء كما هو موضح بالشكل أدناه:
ونوه المرصد إلى أن عدد طلبات اللجوء المقدمة إلى تركيا بلغ في نفس الفترة من ذات العام (57.186) طلباً.
وذكر أن عدد طلبات اللجوء المقدَّمة في أوروبا من سوريين خلال نفس الفترة (منذ بداية العام وحتى نهاية تموز/ يوليو) بلغت 126.232 طلباً، فيما بلغت الطلبات المقدمة من سوريين في أوروبا منذ بدء الأزمة عام 2011 حتى نهاية تموز (يوليو) 2015 ما مجموعه (348.540) طلباً.
وبلغ عدد طلبات اللجوء التي تُقدَّم للمرة الأولى في أي من دول الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2015 ما مجموعه 185 ألف طلب.
وتوزعت طلبات اللجوء السورية في أوروبا والتي قدمت هذا العام حتى نهاية تموز/ يوليو على الدول الأوروبية كالتالي:
ونوه إلى أن عدد طلبات اللجوء من سوريين والمقدمة إلى تركيا بلغ في نفس الفترة من ذات العام (76) طلباً.
وأوضح أن سبب انخفاض الطلبات المقدمة إلى اليونان وإيطاليا، بالرغم من أنها الدولتان اللتين تستقبلان العدد الأكبر من اللاجئين وطالبي اللجوء، إلى أن معظمهم يعتبرها ممراً للدول الأكثر غنى أو ذات الأفضلية في التعامل مع اللاجئين من دول الاتحاد الأوروبي.
وتعتبر دول غرب البلقان أهم نقطة يعبر منها اللاجئون إلى هنغاريا، وقد سجلت هنغاريا وصول نحو 137,000 لاجىء في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني- أغسطس/آب 2015، كان معظمهم من أفغانستان (29%)، وسوريا (28%)، وكوسوفو (23%)، وفقًا لاحصائيات المرصد
وبحسب إحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) و (Eurostat) (إحصاءات الاتحاد الأوروبي).
الغرقى والمفقودون في البحر
وبحسب احصائيات المرصد، فإن عدد الغرقى والمفقودين في البحر الأبيض المتوسط وهم في طريقهم إلى أوروبا، حتى 1/9/2015، ما مجموعه (2824) شخصاً.
وأكدّ المرصد أن الشهر الأسوأ على المهاجرين هذا العام هو شهر نيسان (أبريل) بمجموع غرقى ومفقودين بلغ 1312 غريقاً أو مفقوداً (مقارنة مع 61 غريقاً في الشهر نفسه من العام 2014)، يليه شهر آب (أغسطس) بمجموع 676 غريقاً (مقارنة مع 629 غريقاً في الشهر نفسه من العام 2014).
ونوه إلى غرق أو فُقد قرابة 430 شخصاً وهم في طريقهم إلى إيطاليا، فيما غرق قرابة 2300 شخص وهم في طريقهم إلى اليونان.
وبيّن المرصد طرق اللجوء (المعابر الحدودية الرئيسية للاجئين منذ بدء العام 2015 حتى نهاية أغسطس/آب)، مشيرًا إلى أن اللاجئين لليونان يصلون عادةً عن طريق منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وطبقًا للمرصد، فإنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015، بلغ عدد اللاجئين على الحدود الخارجية لليونان نحو 241.712 لاجئ، وهو ما يتجاوز بستة أضعاف عدد اللاجئين في الفترة ذاتها من العام الماضي.
بينما وصل خلال شهر أغسطس/آب فقط، نحو 127,000 لاجىء إلى دول الاتحاد الأوروبي عن طريق اليونان، حيث تجاوز عدد اللاجئين إلى اليونان في شهر واحد عدد اللاجئين في عام 2014 بأكمله.
وأشار إلى أن معظم اللاجئين الفارين إلى اليونان يأتون من سوريا (بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون) ثم أفغانستان وألبانيا والباكستان فالعراق.
شكّل السوريون النسبة الأكبر من اللاجئين، حيث بلغت نسبتهم نحو 60%، فيما بلغت نسبة اللاجئين من أفغانستان نحو 25%، ووصل من باكستان ما نسبته 5% من مجموع اللاجئين إلى اليونان، ومن العراق 2.7%.
أمّا الهجرة إلى ايطاليا فيصل اللاجئون إليها عادةً عن طريق منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط.
ونوه إلى أنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015، بلغ عدد اللاجئين على الحدود الخارجية لإيطاليا نحو 116,300 لاجىء، جاء معظمهم من إريتريا، ونيجيريا، وأفريقيا جنوب الصحراء.
وتشير تقديرات المرصد الأورومتوسطي إلى وصول 47,000 لاجىء إلى إيطاليا في شهر أغسطس/آب وحده.
وقال المرصد إن تسعة من كل عشر لاجئين يصلون إلى إيطاليا عن طريق ليبيا يكونون من أفريقيا، حيث يشكل اللاجئون من إريتريا نحو 25% من مجموع اللاجئين إلى إيطاليا، وتبلغ نسبة اللاجئين من نيجيريا نحو 12%، و11% من أفريقيا جنوب الصحراء.
و يأتي البقية من دول عربية تأتي سوريا والسودان في مقدمتها (بمجموع قرابة 12.500 لاجئ من كلتا الدولتين).
ويصل اللاجئون إلى إسبانيا عادةً عن طريق الإبحار من منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط.
وقدّر المرصد أن عدد اللاجئين على الحدود الخارجية لاسبانيا خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015، بلغ نحو 8,000 لاجئ، جاء معظمهم من سوريا، والجزائر، وغينيا.
وشكَل اللاجئون من سوريا نحو 57% من العدد الإجمالي للاجئين في تلك الفترة، فيما شكل اللاجئون من غينيا والجزائر نحو 20%.
ودعا المرصدالاتحاد الاوروبي للتعاون الفعال من اجل حل الازمة، والتوجه نحو التوزيع العادل للاجئين .
كما دعا إلى ضرورة فتح باب الهجرة الإنسانية للاجئين من دول المصدر، بدل الانتظار حتى وصولهم إلى أوروبا عبر قوارب الموت.