قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: أنا حرامي يا ناس

بقلم/ وسام عفيفة

لم تكن مفاجأة غريبة حجب التحقيق الصحفي الذي كانت تنوي صحيفة الرسالة نشره في عدد الخميس الماضي بقدر المفارقة العجيبة باعتبار مضمون التحقيق حول الفساد الإداري والمالي والأمني للسفارات الفلسطينية في الخارج، ملفا من ملفات العيب يستحق أن نستره أو نخفيه، وكأن أبناء الشعب الفلسطيني من الجاليات والعالقين في الشتات لم يكتووا بنار الفساد والمفسدين من أمراء السفارات، أو أن من يسرقون المال والمناصب ويشوهون صوة فلسطين الشعب والقضية في عواصم العالم لا تزال في وجوههم حمرة خجل، بينما ينطبق عليهم المثل الشعبي:" وجهه صفيحه ما يكلح من الفضيحة"

لم يكن بمقدور تحقيق "الرسالة" أن يغير الواقع المشين للخارجية الفلسطينية، لكنه على الأقل يلتزم بحق المواطن الفلسطيني في الوصول للمعلومات الحقيقية من خلال شهادات من عملوا في السلك الدبلوماسي والمطلعين على بعض الجوانب المالية والإدارية، وكلهم شهود على مخازي السفارات، ولم تكن الوثائق حول الدور الأمني المشبوه إلا توصيفا لبعض الممثليات التي تحولت إلى أوكار جواسيس وتجار معلومات أمنية، فإذا واجههم تحقيق صحفي بهذه المعلومات فلن يخجلوا أن يتهمونا بتخريب المصالحة أو استهداف المصلحة الوطنية العليا، وعلى رأي المثل :"قالوا للقردة اتبرقعي قالت وجهي متعود على الفضيحة".

على العموم ما كان سيكشفه التحقيق من حقائق ومعلومات، ليس إلا بعض القمامة حول الحاوية، ولكن ما في داخلها يزكم الأنوف، وحتى لو سحبنا نسخة التحقيق من الملف، فإن كلاحة بعض العاملين في السلك الدبلوماسي الفلسطيني تذكرني بمشهد من الفلم المصري: "غبي منه وفيه" عندما انفجر المعلم "ضبش" ووقف في شرفة منزله يصرخ:" انا حرامي يا ناس... يا اوم محمود انا حرامي، يا عم عبدو انا حرامي، يا ست اوم نياظي صحي نياظي قوليلو يبلغ البوليس ويقولهم أنا حرامي يا ناس".

البث المباشر