قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: موسم النزول عن الشجر

صورة
صورة

بقلم: أ. وسام عفيفة

دفعت أحداث وهزات المنطقة محليا وإقليميا، زعماء ورؤساء وحكومات وأحزابا إلى صعود الشجر إما تحرفا لقتال أو تحيزا لفئة، في تعبير عن ظاهرة سياسية ناتجة عن انسداد في الأفق، في ظل متغيرات مفاجئة وصادمة، تؤثر على صناع القرار.

البيئة الفلسطينية مهووسة بهواية صعود الشجر، ونادرا ما تلجأ قيادات او زعامات الى التراجع والنزول بإرادتها، لهذا غالبا ما تتساقط بفعل هزات عنيفة لجذوع الشجر، فتحول مقاومتها للسقوط عملا بطوليا، أو تبحث عن تبريرات لعنادها بالادعاء أنها كانت تتنظر السلم والوقت المناسب للنزول.

في البيئة الإقليمية كشفت التطورات الأخيرة عن بدء موسم النزول عن الشجر، وربما القيادة التركية أبرز من بدأت "الزحلقة" هبوطا من خلال اتفاق استئناف العلاقات مع (إسرائيل) معتمدة على شروطها الثلاث، ثم اتصال السلطان رجب اردوغان مع القيصر فلاديمير بوتين لترميم العلاقة التركية الروسية بعد "زعلة" إسقاط السوخوي الروسية، وأخيرا إشارات رئيس الحكومية التركية بن علي يلدرم إمكانية تحسين العلاقات مع مصر السيسي، وتنحية قضية الرئيس محمد مرسي جانبا.

في المنطقة أطراف عديدة معلقة فوق الشجر مثل بعض الأنظمة عربية وإيران حيث لاتزال تنتظر سلالم للصعود وليس للهبوط، معتمدة على قوة دفع الاخرين من الجماعات والمليشيات والجبهات، على أمل قطف الثمار عند الوصول للقمة... بينما تزداد الرياح وتتساقط الأوراق، فإذا ما صمدت فإنها ستكون على أشجار عارية وأغصان ضعيفة.

في حقل العدو الإسرائيلي شرعت مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية ربط حبالها على الاغصان تمهيدا للهبوط من شجرة ملف جنوده الاسرى لدى حماس، والبداية كانت بإلغاء قانون "هنيبعل" الذي يسمح بقتل الجندي عند أسره، ثم تشكيل لجنة لدراسة خطوات ضاغطة لتسريع الافراج عن جنوده أبرزها التضييق على أسرى حماس في سجونه.

في المثل الشعبي نسمي المواقف والتصريحات والخطوات الإسرائيلية هذه بـ"أول الرقص حجلان".

المنطقة كلها تدفع ثمن الصعود الأمريكي في عهد بوش الابن لنخيل العراق عقب غزوه 2003، وهو يقتبس كلمات اغنية الفنان صباح فخري: فوق النخل فوق يابه فوق النخل فوق".

ثم جاء باراك أوباما بالشطر الثاني من الاغنية: "والله ما اريده باليني بلوه" وانسحب... ومن بعده المنطقة كلها "طلعت على التوتة".

البث المباشر