قائد الطوفان قائد الطوفان

أثبتت زيف مزاعم الصهيونية بأن "فلسطين أرض بلا شعب"

​صور لمستشرقين تروي حكاية فلسطين قبل مائة عام

​غزة-أحمد الكومي

سيدة فلسطينية بثوب تقليدي، تحمل على رأسها جرة ماء، أمام منزل جدرانه بالكاد قائمة، وتظللها شجرة معمّرة. كان هذا المشهد جزءا من صورة تعود لعام 1924، قيل إنها من مدينة يافا الساحلية.

بجوارها، علّقت صورة تُظهر مركبة قديمة للجيش العربي في أحد شوارع مدينة القدس عام 1949، على متنها رجلان يغطيان رأسيهما بالكوفية، وفي يد كل منهما، بندقية.

وأمام قلعة داوود في مدينة الخليل، يظهر جنود بريطانيون يتبادلون التحية. كان ذلك في العام 1937. وصورة أخرى من العام نفسه لـ "السينما الحمراء" في يافا.

وقبل هذا التاريخ بعام، كانت هناك صورة لفندق نوتردام عند باب العامود بالقدس، وأخرى لمدينة قيسارية قبل احتلالها وتهجير أهلها.

كل هذه الصور وأكثر كانت تحكي تاريخ فلسطين قبل مائة عام، ضمن معرض أقامته مؤسسة بيت المقدس للدراسات والبحوث، في مدينة غزة.

الناظر إلى الصور بلونيها الأبيض والأسود، والتي علّقت بطريقة تعكس احترام التاريخ الفلسطيني، سيعرف لماذا كانت فلسطين محل أطماع الاستعمار.

كانت الصور كفيلة بأن تُعيد الماضي لمن لا يتذكره، تنقله مثل آلة الزمن.

المشاهد فيها كانت أكبر من أعمار الناظرين إليها، مع فارق أن باستطاعتهم الشعور بها.

يقول حسام أبو نصر رئيس مجلس إدارة بيت المقدس: "إن فلسطين تزخر بالصور المشرّفة، وإن هذا الجهد كان لتجسيد تاريخ فلسطين، وتوثيق حضارتها".

ويشير أبو نصر لـ "الرسالة" إلى أن هذه الصور التقطها مصورون غربيون جاؤوا إلى المنطقة في القرن العشرين.

ومن المقطوع به أن حضارات عديدة اتخذت من فلسطين مركزا، ومنهم من كانت فلسطين بالنسبة إليه بوابة حماية أو بوابة توسع، وفي كلا الأحوال كانت محط أنظار الفاتحين والباحثين عن المجد في التاريخ.

شعب عريق

أمام صورة قديمة لأحد أسواق مدينة القدس، وقف أبو عبيدة، أحد الزائرين، متأملا بعمق في الشخوص والذكريات.

بدا وهو غارق في التأمل كأنه يعقد مقارنة بين أسواق المدينة في الأمس واليوم. قد يكون حدث تغيّر، لكن الثابت باعتقاده كان بقاء المقدسي وصموده في وجه "الغزو الصهيوني" لتاريخ مدينته.

أشاح بنظره ناحية صورة ثانية للقدس من زاوية أخرى، بدا فيها شموخ المآذن وأشجار السرو العالية، وهيبة قبة الصخرة. كان مأخوذا بالمشاهد القديمة، وكأنه مسافر إليها.

الاستغراق الذي عكسته عيون الزوار كانت تعزز قناعة بأن ما يسعى له الاحتلال بمحو التاريخ وطمس الهوية الفلسطينية، لن يتحقق.

لقد فنّدت هذه الصور مزاعم المقولة الصهيونية بأن "فلسطين أرض بلا شعب"، وأظهرت أن لفلسطين شعبًا عريقًا يضرب بجذوره الأرض.



1

IMG_1240.JPG


IMG_1226.JPG

IMG_1210.JPG

IMG_1183.JPG

IMG_1181.JPG

 

البث المباشر