أبو عماد الرفاعي ممثل الجهاد الإسلامي في لبنان للرسالة:

اتفاق مبدئي على فتح المعبر شهرياً وصولاً لفتحه بالكامل

أبو عماد الرفاعي ممثل الجهاد الإسلامي في لبنان
أبو عماد الرفاعي ممثل الجهاد الإسلامي في لبنان

الرسالة نت -شيماء مرزوق

 

وصف أبو عماد الرفاعي ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، لقاءات قيادة حركته مع السلطات المصرية مؤخراً بأنها "مثمرة"، مشيراً لوجود "شبه اتفاق مبدئي على فتح معبر رفح شهرياً وصولاً لفتحه بالكامل"، عازياً التغير المصري اتجاه قطاع غزة إلى التحديات الأمنية في سيناء والوضع الإقليمي، نافياً أن يكون لذلك علاقة بالقيادي المطرود من حركة فتح النائب محمد دحلان.

وكان وفد من حركة الجهاد الإسلامي من غزة والخارج توجه إلى العاصمة المصرية (القاهرة)، وذلك بعد دعوة مصرية لبحث الوضع الفلسطيني، وتطوير العلاقات بين مصر وقطاع غزة وتخفيف الحصار عنه، حيث عقد الوفد سلسلة لقاءات مع المستويات الأمنية والسياسية في مصر.

وأوضح الرفاعي في حوار خاص لصحيفة الرسالة، أن مصر تلعب دورا مهما على مستوى القضية الفلسطينية من خلال إعادة اللقاءات مع القوى والفصائل الفلسطينية في القاهرة، وذلك في مساعٍ جدية للم الشمل والعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني.

وتابع أن القضية بحاجة إلى موقف فلسطيني موحد، والدور المصري مهم في إعادة جمع القوى الفلسطيني، وهذا ما يجري العمل عليه الآن، مضيفاً أن الحالة الفلسطينية تشهد أزمة حقيقية، ويجب البحث عن مخرج لها، وهذا هو منطلق مبادرة الأمين العام للجهاد د. رمضان شلح للخروج من المأزق خاصة بعد فشل مشروع التسوية، وتصاعد إجراءات الاحتلال في الاستيطان والتهويد والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين".

التغير المصري بعيد عن دحلان وهدفه التحديات الأمنية في سيناء والوضع الإقليمي

ولفت القيادي في حركة الجهاد إلى أن حالة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم بحثها وإيجاد حلول للخروج منها، ومضى يقول: "الجهاد تسعى مع باقي الفصائل لتوحيد شطري الوطن على قاعدة تعزيز دور المقاومة".

وفيما يتعلق بمبادرة الأمين العام والموقف المصري منها، قال ممثل حركة الجهاد في لبنان "طرحنا المبادرة على الجانب المصري الذي أصغى لها باهتمام"، مضيفاً أن المبادرة في الإطار العام مهمة لوحدة الموقف الفلسطيني، الذي سيعيد للقضية الفلسطينية عمقها العربي والإسلامي.

يذكر أن شلّح طرح قبل شهر، مبادرة تتألف من 10 نقاط، قال إنها تهدف لـ "الخروج من المأزق الفلسطيني الراهن وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية".

وفيما يتعلق بالتغيير اللافت في الموقف المصري اتجاه غزة وطبيعة التعامل معها، اعتبر الرفاعي ألا علاقة لذلك بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، موضحاً أن التغيير مرده سببين، الأول هو خفض حجم التحديات الأمنية التي تواجهها مصر في منطقة سيناء الملاصقة لقطاع غزة، وهو السبب الأهم"، حسب رأيه.

وأشار إلى أن السبب الثاني يكمن في إدراك مصر أن استمرارية الحصار المفروض على قطاع غزة وعدم فتح المعبر يؤدي للمزيد من الضغط الذي لا يخدم الجانب المصري، معتبراً أن هذه الأسباب هي المتغيرات الأساسية في التقارب بين مصر وغزة الان.

خروج وفد من حماس قريب جدا تمهيدا للقاء عام يجمع الفصائل

وأكد أن التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة وحجم التحديات الموجودة دفعت القيادة المصرية للبحث بجدية حول تحسين علاقاتها بغزة، خصوصا بعد سلسلة من اللقاءات التي جرت بين فصائل فلسطينية والجانب المصري وضرورة تخفيف الحصار خاصة فيما يتعلق بجانب معبر رفع والسماح للفلسطينيين بالحرية والسفر.

وتابع الرفاعي "مصر بدأت تتفهم أهمية ودور معبر رفح في تخفيف الحصار والضغط الموجود في غزة"، مؤكداً وجود شبه اتفاق مبدئي بفتح المعبر عدة أيام شهرياً وصولاً إلى فتحه بالكامل أمام حركة المواطنين الفلسطينيين.

زيارة وفد حماس

وفيما يخص الزيارة المرتقبة لوفد من حركة حماس للقاهرة، أوضح القيادي في الجهاد، أن حركته حريصة على تهيئة الأجواء بين الطرفين، وتقريب وجهات النظر وصولاً إلى لقاء ثنائي يجمع الطرفين ولقاء أخر يجمع كل القوى والفصائل الفلسطينية في القاهرة.

ونبه إلى أن هذه اللقاءات والحراك الذي يجري في العاصمة المصرية يعيد للشقيقة الكبرى دورها الريادي والمهم في القضية الفلسطينية. وتوقع الرفاعي أن يكون خروج وفد حماس في وقت قريب جدا تمهيدا للقاء عام يجمع الفصائل، معتبرا أن الجهاد تضع هذا الأمر على سلم أولوياتها في لقاءاتها في القاهرة، وذلك لأهمية تنظيم الوضع بين الفصائل الفلسطينية.

المرحلة القادمة ستشهد انفتاحا حقيقيا من مصر اتجاه غزة

وحول رؤية حركة الجهاد وتوقعاتها للمرحلة القادمة فيما يخص العلاقة بين مصر وغزة، قال الرفاعي "المرحلة القادمة ستشهد انفتاحا حقيقيا من مصر على الوضع الفلسطيني العام وخاصة قطاع غزة، وستلعب مصر دورا مهما في جمع الشمل الفلسطيني".

وبين أن العلاقة بين مصر وغزة ستكون أكثر تفاعلاً، خاصة بعد أن وصلت جملة من الملاحظات المصرية لحركة حماس في غزة بعضها أمني وآخر سياسي، والتي تعاملت معها الأخيرة بإيجابية ما ساهم في تذليل العقبات أمام هذا التقارب، معرباً عن أمله في أن يجري تعزيز العلاقات أكثر لتخفيف الحصار عن القطاع.

وأضاف أن الخارطة السياسية الجغرافية في المنطقة بدأت تتغير، وهذا يفرض على الجميع أن يعيد تقييم سياساته اتجاه القضية الفلسطينية والتي يجب أن تبقى قضية مركزية للعرب والمسلمين، خاصة في ظل وجود من يسعى لشطبها لخدمة أجندة الاحتلال الإسرائيلي".

ضغوط عربية لمصالحة فتحاوية لكن بمنطلقات مختلفة عن السابق

واعتبر الرفاعي أن الموقف مع الاحتلال الإسرائيلي معقد للغاية خاصة وأن اجراءاته التي يتخذها ويصعد منها في الفترة الأخيرة من خلال تكثيف الاستيطان وتعزيز التهويد تشكل تهديد على الحقوق الفلسطينية، مؤكدا أنه في ظل الصمت العربي والإسلامي لا يُستبعد أن تقدم سلطات الاحتلال على هدم المسجد الأقصى.

المصالحة الفلسطينية

وفي معرض رده على سؤال يتعلق بأثر الخلافات الفتحاوية المتصاعدة على المصالحة الفلسطينية أكد الرفاعي، أن الخلاف الفتحاوي بعيد عن السياسة، ولذا فليس من الصعب حله، معتبراً أنه إذا كان هناك جهد وضغط عربي لن يبقى قائماً. وقال "نحن في الجهاد حريصون على وحدة حركة فتح ومن يعمل على شرذمتها فهو يدفع نحو شرذمة الوضع الفلسطيني ككل".

وحول وجود ضغوط عربية لإنهاء الخلاف الفتحاوي حاليا أكد أن هناك مراجعة ستؤدي لإعادة وحدة فتح، لكن ستكون الضغوط العربية القادمة مختلفة عن المنطلقات التي جرت من خلالها الضغوط خلال الشهور الماضية، لافتا إلى ضرورة أن تكون قائمة على ما تجمع عليه الفصائل وعلى رأسها المقاومة. واعتبر أن المتغير الذي سيدفع الدول العربية لتغير منطلقاتها هي مستجدات السياسة العالمية والتحولات التي تشهدها المنطقة.

 

 

 

 

البث المباشر