قائد الطوفان قائد الطوفان

قريبا .. لوحات منقوشة على "الكابوي"

الشاب "حسنين" يجسد الواقع الغزي بحبيبات "الشاي"

الشاب عبدالله حسنين
الشاب عبدالله حسنين

غزة – مها شهوان

برزت موهبة الشاب عبدالله حسنين – 18 عاما- في الرسم قبل سبع سنوات، بتشجيع من ذويه خاصة وأنه يبتكر طرقا جديدة للرسم دون اللجوء إلى الالتحاق بدورات متخصصة، فكل رسمة كانت تتميز عن الأخرى يحتفظ بها لنفسه أو يهديها للآخرين.

وتميز الشاب "حسنين" بموهبة الرسم بحبيبات الشاي، فقد اهتدى إلى الفكرة مصادفة، حينما دخل المطبخ ليصنع كأسا من الشاي، فسقطت العلبة على الأرض، حينئذ راح يرسم شخصيات كرتونية وهو يحاول لملمة الحبيبات، وسط تشجيع من شقيقه الأصغر.

بعدما انتهى الفنان من محاضراته الجامعية في قسم المحاسبة بالكلية الجامعية، التقته "الرسالة" للحديث عن موهبته وتشجيع ذويه له، يقول:" عائلتي تهتم بالفن وتشجعني باستمرار، فوالدي يمنحني المال لشراء المعدات اللازمة لإعداد لوحاتي الفنية"، مشيرا إلى غياب الجهات الراعية للفنانين في قطاع غزة.

ومنذ انطلاقة برنامج "ارب جوت تالنت" الذي يعرض على قناة mbc ويقدم المواهب المختلفة من الوطن العربي، اجتهد الشاب "حسنين" بمساعدة والده للمشاركة والرسم بطرق جديدة، إلا أن إغلاق معبر رفح حال دون خروجه، رغم قبوله للوقوف على خشبة المسرح وتقديم أعماله.

ويعلق على ما سبق بغصة:" حاولت البحث عن حاضنة لمواهبي لأتمكن من ايصال رسوماتي التي تجسد الواقع الغزي إلى العالم".

وتابع وهو يقلب برسوماته: "لا أكتفي بتجسيد الأحداث في قطاع غزة، بل أراقب الوضع في حلب وانتفاضة القدس وأحولها إلى رسومات بالفحم أو الالوان الزيتية أو حبيبات الشاي، فجميعها تلقى إعجاب من يطلع عليها رغم احتفاظي بها".

شخصيات بالشاي

ويوضح الفنان "حسنين" عدم رغبته في بيع لوحاته، بأن قليلا ممن يهتم في شراء اللوحات، وحينما يعجب أحدهم بلوحة يريد شراءها بثمن قليل، مبينا أن كل لوحة غالية عليه ولا تقدر بثمن.

وفيما يتعلق بتركيزه على الرسم بالشاي، روى بعدما احتسى فنجان الشاي الذي بيده، أنه يريد لفت أنظار البسطاء إلى جمال فن الرسم الذي يعبر عما يجول في الأنفس، وكذلك يجسد الأحداث التي تدور حولنا.

وأكد أن شبابا كثر يحاولون تقليده في الرسم بالشاي، لكنهم لم يتقنوا الأمر مثله، موضحا أنه رغم عدم التحاقه بدورات تطويريه لفن الرسم إلا أنه كان يتعلم الكثير عبر "اليوتيوب" ويطلع على أعمال فنانين كبار.

ومن خلال اطلاع "حسنين" على الفن العالمي، يسعى إلى إقامة معرضه الأول في شهر إبريل المقبل، حيث سيعرض رسومات منقوشة لأول مرة على قماش "الكابوي" حيث سيجرح القماشة حتى يبرز ملامح الشخصيات التي ينوي رسمها، بالإضافة إلى أخرى مرسومة بقلم الفحم والألوان الزيتية.

وعن اهتمام المقربين بما يقدمه يقول:" قبل أيام كنت اجلس في احدى مطاعم قطاع غزة، فطلبت حبيبات من الشاي ورحت أرسم على الطاولة شخصيات مختلفة منها أحمد ياسين وياسر عرفات، وجميعها نالت اعجاب الحضور وسط تصفيق لي".

وعن الفنانين التشكيليين الذين يقدمون له التشجيع، ذكر أن محمد الديري الذي لمع اسمه بعد التحاقه في برنامج "ارب جود تالنت"، بالإضافة إلى الفنان فتحي غبن جميعهم يدعمونه ويدفعونه للمواصلة كون ما يقدمه جديد.

ويطمح الشاب "حسنين" إلى تطوير موهبته أكثر من خلال الحصول على منحة دراسية تتعلق بمجال الرسم، ليصل برسوماته إلى العالمية.

البث المباشر