النصيرات-الرسالة نت
مع حلول عيد الفطر السعيد هذا العام، ثمة الآلاف لم تطرق فرحة العيد بابهم هنا في قطاع غزة، لأنهم بكل بساطة، يسكنون الخيام، ويستترون ببعض ما تبقى من جدران منازلهم التي أتت عليه آلة الحرب الصهيونية خلال الحرب الأخيرة على القطاع.
في المحافل واللقاءات كنا نردد دائما " عيدنا يوم عودتنا " ولكن اليوم وبعد الحرب التي شنتها القوات الصهيونية علي قطاع غزة ، وما آل إليها وضع القطاع ، فأصبح المواطن حسن أبو خبيزة والتي دمرت قوات الاحتلال الصهيوني بيت عائلته المكون من 3 طوابق يقول : " عيدنا يوم بناء بيتنا ، ولم شمل عائلتي المفرقة والموزعة علي شقق الإيجار ".
ليس أصحاب البيوت المهدمة وحدهم من ينكأ العيد هذا العام جراحاتهم، فإلى جانبهم 1500 شهيد جراء الحرب الأخيرة، يعاني ذويهم مرارة الفراق والحرمان, هذا ما عبر عنه أنس وهبة شقيق الشهيد عبد الكريم سعيد وهبة من مخيم النصيرات الذي استشهد خلال الحرب على غزة حيث قال : " هذا العيد الأول الذي سيمر علينا دون أخي الكبير عبد الكريم ، ولا أعرف كيف سيكون حالنا ، فأسأل الله اللطف "
وأشار أنس إلى حال والديه الصحية والنفسية التي يمران بها بعد استشهاد أخيه الكبير ، ويضيف :" أنا اليوم أسأل الله اللطف لهما وأن يخفف الله عنهما في أول عيد سيمر علينا دون أخينا " أبا السعيد " الذي يحمل كنية والدي ".
أهالي وأبناء الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون مع العيد أيضا لحظات من نوع خاص، يستشعرون فيها ألم الفراق والحرمان والبعد عن ألأب أو الأخ أو الزوج.
خالد وليد عقل النجل الأكبر للأسير القسامي وليد عقل والمحكوم بالسجن مدى الحياة يقول : " منذ سنين طويلة وبالتحديد عندما بلغت سن البلوغ وبدأت أعي قيمة الوالد وأستشعر فرحة العيد ، فحينها وجدت بيتنا خالي من الفرحة والسعادة ، لأن كبير البيت ليس موجودا ، ولأنه الوالد فله الحب والحنين منا "
وأشار خالد بكلمات الحسرة والألم إلي زيارات العيد وخصوصا علي أخواته المتزوجات فقال : " أذهب وحدي لزيارة أخواتي لعلي أعوضهن عن زيارة أبي ، الذي ما نسمع عنه سوى أخبار المرض والتعب ".
لطالما تغنى الشعراء بظلم ذوي القربى، لكن عائلة الأسير أيمن نوفل تدرك حجم هذا الظلم مع استمرار السلطات المصرية باحتجاز ابنها أيمن نوفل منذ عامين تقريبا دون وجه حق.
عائلة نوفل تفتقد ابنها مع مرور العيد الثالث على غيابه، ويناشدون أصحاب الضمائر الحية، التحرك لاطلاق سراح أيمن وتأمين عودته سالما إلى أهله وشعبه.
لم تتوقف مشاهد المعاناة التي يعيشها الإنسان الفلسطيني مع حلول العيد، لكن رغم الألم يبقى التحدي السمة البارزة في عيون كل من قابلناهم، فرغم البيوت المهدمة، ورغم من غيبهم الأسر أو طالهم بطش الاحتلال، إلا أن الشعب الفلسطيني يصر على أن يبتسم وأن يعيش فرحة العيد رغم قساوتها، الأمر الذي يرى فيه يوسف فرحات الناطق باسم حماس بالوسطى بأنه تعبير عن عظمة وصمود هذا الشعب حيث قال : شعبنا الفلسطيني عظيم بصبره وصموده، وهو أكبر من تنال من عزيمته الجراح والأحزان"، وكل عام وشعبنا بخير.