لم يكن من السهل عليه الوصول إلى تبسيط شرح المواد العلمية النظرية في تخصص علم الأدوية إلى مواد فيديو رسوم متحركة "أنميشن"، وعلى مدار ثلاث سنوات من العمل المتواصل نجح أخيرا الدكتور جهاد حماد رئيس قسم علم الأدوية بكلية الطب بالجامعة الإسلامية بغزة، في تحقيق هذا الأمر نظرا لتعقيدات المواد العلمية الشائكة للتخصص وطمعا في تطويره والارتقاء به.
ورغم كم المعيقات وتعقيدات هذا الأمر، إلا أن ذلك لم يحد من حماسة الرجل في تحويل جميع محاضرات "البور بينت" التقليدية إلى فيديو متحرك يُعرف بالأنيمشن لتشويق الطلبة وتوضيح الصورة دون أي مشاكل وإضفاء طابع الحركة عليها، لا سيما وأن تخصصه علمي بحت، كما تحدث لـ"الرسالة نت".
ويُعرف الأنميشن بأنه مجموعة من أعمال الرسوم المتحركة اليابانية ولها شهرتها حول العالم.
ويضيف حماد أن رحلته بدأت بعد تواصله مع جمعية أكاديمية بريطانية تعنى بالطب لتطبيق فكرته؛ الأمر الذي قوبل بالدعم والتبني والتشجيع على تنفيذ المشروع وصرف مبلغ من المال له.
وعبر الموقع الإلكتروني www.animationbook.net تمكن الرجل صاحب البشرة القمحية من رفع جميع مواد الفيديو وعددها 100 وتحوي مساقه العلمي بواقع عدد محدود من الدقائق لكل واحد.
ويروي المحاضر "حماد" أن المئات من طلبة الطب في مختلف الدول العربية تواصلوا معه للتعبير عن امتنانهم لنجاح مشروعه، ويقول "تلقيت الكثير من الاتصالات من مختلف الدول وتحولت لاسم عربي مشهور وكثير من المواقع العربية تبنت موقعي الالكتروني وبدأت بالترويج له، وأشعر بأني أصبحت رمزا طبيا عربيا".
وعن أبرز الصعوبات التي واجهها حماد، فإن عدم وجود مصمم وسائط متعددة يمتلك الخبرة والخلفية الطبية شّكل لدى مشروعه فجوة كبيرة وإعاقة في الوصول لهذا الإنجاز.
وتابع " قد تدفعنا هذه الصعوبة لتثقيف الفنيين الطبيين أو مصممين، فأنا لست مصمما وكنت صانع الفكرة والسيناريو وأتابع التنفيذ".
ويلفت إلى أن ضعف التمويل شكل أهم الصعوبات لديهم وعطل تنفيذ المشروع بعض الأوقات، لاسيما أن تصميم وانتاج الفيديو الواحد يكلف الكثير من الأموال، مما دفعهم إلى استخدام البرامج القديمة كبرنامج "الأدوبي فلاش" وغيرها؛ للتغلب على هذا الأمر.
إلى جانب ما سبق فإن انقطاع التيار الكهربائي كان من المعيقات الأبرز لديه وأجبره على المكوث في الجامعات لساعات طويلة، نظرا لتوفر الكهربائي بها من خلال المولدات.
ويطمح الدكتور حماد إلى وضع فلسطين على خارطة الطب العالمي، خاصة أنه تمكن من وضع غزة على خارطة علم الأدوية العالمي، وتطوير مشروعه بشكل مستمر، مطالبا المؤسسات الدولية بتبني تلك الأفكار المبدعة.