قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: احتكار

بقلم: رامي خريس

بروفة منع الصحفيين من تغطية سفر المواطنين على معبر رفح في أول مظاهر السيادة الفتحاوية عليه شكل صدمة للكثيرين من أن يكون هذا السلوك هو السائد خلال المرحلة المقبلة.

ونال شرف التغطية بشكل منفرد تلفزيون فلسطين في واقعة غير مسبوقة في احتكار نقل الصورة والحقيقة، وبقي الصحفيون ينتظرون عند البوابة الخارجية، ولم يستطيعوا في ساعات اليوم الأول لفتح المعبر من دخول ساحاته وصالاته لنقل معاناة المواطنين الغزيين المحاصرين، ولم يُسمح بدخولهم إلا بعد مرور وقت طويل، وفي أماكن محددة من المعبر دفعت الكثير من الصحفيين إلى الترحم على أيام خلت كانوا يتحركون فيها بحرية وبتنسيق يأتي سريعا وسهلاً من مسؤول الاعلام في المعبر.

الاحتكار الفتحاوي لم يكن وليد اللحظة كما لم يقتصر على قطاع الاعلام، ففتح احتكرت تاريخيا القرار السياسي الفلسطيني منذ سيطرتها على منظمة التحرير الفلسطينية، واحتكرت قيادة المؤسسات الحكومية منذ قيام السلطة الفلسطينية في 1994م، ولدى قيادتها دائما شغف في الاستحواذ أو الاحتواء.

الخطير في احتكار الصورة الإعلامية أو المعلومات يعطي فتح القدرة على تقديم الرواية التي ترغب للجمهور الفلسطيني، سواءً كانت صادقة أم غير ذلك، ويمنحها فرصة لتلوين الوقائع كما تريد.

ونحن مقبلون على جولة جديدة من حوارات المصالحة كان ينبغي على فتح أن تشكل في إدارتها للمؤسسات الحكومية نموذجا للشراكة التي نجحت التشكيلات الأمنية من الطرفين في تحقيقها على الأرض لحظة إدارة عملية سفر المواطنين على معبر رفح، وما نتج عنه من تعاون القائم بين الطرفين، والابتعاد قدر الإمكان على سلوك طرق تثير الريبة في توجهات المرحلة المقبلة.

البث المباشر