جدد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله تنديده بالعدوان الأميركي والإسرائيلي على القدس المحتلة وثمّن الإجماع الوطني في لبنان تجاه قضية القدس والقرار الأميركي بخصوص المدينة المقدسة.
وقال نصر الله خلال كلمة له أعقبت تظاهرة كبرى في الضاحية الجنوبية لبيروت دعا إليها قبل أيام تضامناً مع القدس ورفضاً للقرار الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، إنّ "فلسطينيي الشتات لا زالوا يتمسكون بحق العودة وحلمهم سيتحقق قريباً".
وحيّا نصر الله الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة على وقفته التاريخية منذ اللحظة الأولى لصدور قرار الرئيس الأميركي، مذكّراً أنه يجب أن تقدير جميع المواقف الرافضة للعدوان على القدس.
ولفت نصر الله إلى أنّ ترامب بدا غريباً ومعزولاً ومعه فقط إسرائيل في قراره بشأن القدس.
وشكر تصر الله أيضاً المواقف التاريخية لجميع المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية حيال القدس، داعياً المعلقين والخطباء السياسيين إعطاء التحركات الشعبية بشأن القدس حجمها وأهميتها.
وخاطب نصر الله الشعوب العربية والإسلامية، قائلاً "تظاهراتكم مهمة جداً في مواجهة الاحتلال"، ودعا أيضاً إلى مواصلة الحضور والتظاهر لأنه شكل من أشكال مواجهة الاحتلال والقرار الأميركي.
وعلّق نصر الله على زيارة الوفد البحريني التطبيعي إلى القدس، وقال إنّ "هذا الوفد لا يعبّر عن شعب البحرين الذي خرج بتظاهرات متضامنة مع القدس."
واعتبر أمين عام حزب الله أنّ من فوائد القرار الأميركي أنه "يميز الخبيث من الطيب" على امتداد العالم العربي والإسلامي.
وثمّن نصر الله موقف الشعب اليمني الذي خرج متضامناً مع القدس تحت القصف.
وعبّر نصر الله عن فخره بالإجماع الوطني في لبنان حول القدس وحول قرار ترمب بشأنها، منوهاً بموقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال اجتماع القمة العربية قبل أيام.
كما جدّد أمين عام حزب الله العهد والميثاق ببقاء لبنان وفياً لفلسطين وللقدس والمقدسات.
ووفقاً لنصر الله فإنّ القرار الأميركي بشأن القدس جاء في سياق له "ما قبله وله ما بعده"، مذكراً بأنّ هدف أميركا بدعمها داعش هو حرف الأنظار عن القضية الفلسطينية، ورأى أنه يتوجب على الأمة مواجهة العدوان الأميركي وأنّ المسؤولية لا تقع على الفلسطينيين وحدهم.
وتوجه نصر الله للشعب الفلسطيني بالقول "إذا رفضتم الإملاءات وأصررتم على القدس عاصمة أبدية فلن يستطيع أحد انتزاع أرضكم".
وفي السياق عينه، قال نصر الله إنه بعد قرار ترامب "آن الاوان لمعرفة أن أميركا هي الراعية للإرهاب وهي من أوجدت داعش"، مؤكداً أنه يجب العودة إلى عزل إسرائيل عبر الضغط الجماهيري ومطالبة الحكومات بقطع علاقاتها معها.
ولفت إلى أنّ "كل من جاء فلسطين المحتلة مطبّعاً أطردوه وعلى حكومته أن تحاسبه"، معتبراً أن أضعف الإيمان أن تعلن السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية وقمة التعاون الإسلامي وقف عملية السلام.
وأكد الأمين العام لحزب الله على أنّ "الرد الأهم على خطوة ترامب هو الانتفاضة والفلسطينيون دائماً كانوا السباقين في المقاومة".
وأشار إلى أنّ محور المقاومة يخرج من محنة السنوات الماضية صلباً وقوياً على الرغم من الجراح التي أصابته، مشدداً على أنّ "رأس أولويات اهتمامات محور المقاومة اليوم هو القدس والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بكل فصائله".
ودعا نصر الله إلى "التئام محور المقاومة بكامله بعد السنوات العجاف لوضع استراتيجية موحدة وخطة عملانية واضحة"، قائلاً "ثقوا بمحور المقاومة الذي ما دخل ميداناً إلا وانتصر ونقل الأمة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات".