قائد الطوفان قائد الطوفان

حدود وهمية احتلالية فرقت عائلة "قبها" في "برطعة"

برطعة معالم
برطعة معالم

غزة- ياسمين عنبر

حين تسمع من كبار السن عن قرية "برطعة"، سرعان ما ينتابك شعور جميل بالألفة التي كانت تجمع الفلسطينيين فيها، لدرجة أنها سميت "الحنّانة" للتعبير عن التقارب الذي يجمع الناس فيها لكن سرعان ما تسكن الغصة قلبك حين يقول الحاج "أبو سليم قبها": "تفرقت عائلتنا بسبب الحدود التي وضعها الاحتلال".

فبعد ان استقر السكان في القرية، وبدؤوا بالتوسع وبناء البيوت، امتدت حتى ابتعدت عن عين الماء حوالي كيلو مترين، بنى الأهالي قناة ماء من الصلصال تبدأ من النبعة حتى منتصف القرية، حوالي اثنين كيلو متر، وبنوا بركة لتجميع المياه سميت منذ ذلك الوقت باسم الحنانة، يقول قبها: "وهناك قول آخر يقول إن كلمة الحنانة مأخوذة من الحناء نسبة إلى حجر الصلصال الذي كان لونه أحمر".

عدة أسماء لقرية برطعة كانت تشتهر به إلا أن الاسم الحالي استقر وأصبح متداولًا منذ عام 1924م من قبل الانجليز، يسترسل قبها في حديثه عن قريته التي يحب: "سميت رأس العين نسبة إلى عين الماء".

كما سميت بواد المية حيث إنه بعد فترة من الزمن لحق الأقرباء بعضهم في برطعة، وسكنوا على جانبي الوادي، ويكمل "قبها": "وبما أن الوادي جارٍ في الصيف والشتاء، تزداد غزارة مياهه عند هطول الأمطار شتاءً، فيفصل الوادي القرية بسبب غزارة المياه، فسميت بواد المية".

وخربة البرطعاوي الواقعة شرقي القرية، تقوم على جبل مرتفع تستطيع أن ترى البحر أمامك، وترى السفن الموجودة فيه، فبرطعة نسبة إلى الشيخ محمد البرطعاوي وهو أحد رجال صلاح الدين الأيوبي، الذي كان يحارب معه، وكان مقره في خربة برطعة، حيث كان يراقب تحركات الصليبيين على الساحل، فعندما كان يلاحظ القوات الصليبية يهرع ليخبر عنها ويحاربها مع الجيوش الإسلامية بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

أما عند الانتصار على الصليبيين كان يعود ويبرطع برطعة من كثرة الفرح لنشوة النصر، فقالوا برطع الشيخ، فإليه نسبت برطعة كما تعرف في الوقت الحالي.

وعلى رقعة منبسطة من أراضي سهل مرج ابن عامر الجنوبية الغربية المجاورة لأراضي السهل الساحلي، نشأت قرية "برطعة" وترتفع نحو 200 م عن مستوى سطح البحر، ولها أهمية استراتيجية بسبب موقعها، فبرطعة تقع على منخفض واسع تحيط به السلاسل الجبلية والوديان.

ويحيط ببرطعة الشرقية كما يقول "قبها" ثلاث خرب صغيرة هي:خربة برطعة وخربة عبدالله اليونس شرقًا وخربة المنطار جنوبًا ويحيط بها الجدار الأمني من الجهة الشرقية والجنوبية الذي يفصلها عن الضفة الغربية.

بين برطعة الشرقية والغربية حدود فاصلة وضعها الاحتلال كالخط الاخضر، وبألم كبير يقول الحاج "قبها": " كانتا سابقًا قرية واحدة متداخلة البيوت وتم شطرها عام 1952 وما زالت مشطورة ويفصل بين القريتين واد صغير كحد طبيعي بين القريتين".

إلى نشأة القرية يعود الستيني "قبها" بذاكرته، حيث إن عمر القرية لا يتجاوز 300 عام، وقد نشأت قرب عين ماء حيث كانت أهم متطلبات الحياة كون الناس كانوا يعتمدون في معيشتهم على تربية المواشي.

فاكتشاف هذه العين كان أهم أسباب تأسيس القرية منذ ذلك الحين وما زالت هذه العين مصدر مياه الشرب في القرية حيث تم في عام 1972 إنشاء شبكة حديثه مياه للقرية.

يختم "قبها" حديثه بغصة كبيرة حين تحدث عن معاناة الإخوة والأهل في كلا القسمين من برطعة بسبب عدم السماح لهما بالتواصل والتزاور فانقسمت الأسرة الواحدة إلى قسمين واستمرت الفرقة والمنع".

البث المباشر