بات مشهدًا شبه اعتيادي أن يحتضن المصور الصحفي كاميراته بين ذراعيه، يخاف عليها خوفه على روحه من رصاصة جندي خلال المواجهات!
مشهد جديد وصلنا من قرية بُرقة شمال شرق رام الله، هذه البقعة من فلسطين الشاهدة على أبشع مجازر الاحتلال خلال المواجهات مع الثوار هناك.
ظهر لنا المصور الصحفي هشام أبو شقرة عبر مقطع مصور وهو يهرب بعدسته من جنود الاحتلال، وصلنا وهو الثابت في تلك المعركة، رغم قنابل الغاز التي غطت بدخانها الكثيف تلك الصورة.
مطاردة في الجبال!
في كل مرة يتم الاعتداء فيها على الصحفيين نؤمن أكثر بأن هذا المحتل بهمجيته لم يفرق بين مدني أو عسكري أو حتى صاحب خوذة كتب عليها صحافة، والتي من المفترض أن تمثل خطًا أحمر لا يمكن لسلاح العدو اختراقه بحسب قوانين ومعاهدات حقوق الانسان.
الصحفي الفلسطيني تُنتهك حقوقه وتنتزع حريته على مرأى ومسمع من العالم، بل وتوثق لحظاته وأنفاسه الأخيرة عبر شاشات التلفاز دون اكتراث أي من الجهات الرسمية أو الدولية.
"إصابة المصور الصحفي هشام أبو شقرة برصاصة مطاطية خلال تغطيته المواجهات مع الاحتلال"، نص هذا الخبر لم يكن جديدًا، وحتى وجه هذا المصور الذي بات في كثير من الأحيان هو الصورة وتحولت اصابته لخبر بعد كل فعالية سلمية يحولها الرصاص إلى دم!
عبر حسابه الشخصي على الفيس بوك شارك أبو شقرة مع أصدقائه صورًا له خلال رصده لانتهاكات الجنود، إلا أنه سرعان ما ظهرت له صور وهو يحتضن كاميراته ويهرب بها من رصاص المحتل، وعلق عليها بحسه الفكاهي "مطاردة في جبال برقة"!
رصاصة!
رصاصة مطاطية كانت من نصيب المصور الذي كان منهمكًا في توثيق اعتداءات الجنود الدورية في الجبل هناك.
المصور الجريح الذي أرسل لزملائه رسائل اطمئنان وتحولت صفحته للتهاني بأسلوب فكاهي من لقطات له وهو يحاول حماية كاميراته، كثيرون علقوا عليها "الهرب تلتين المراجل"، وآخر عقب بقوله "لديك مهارات عالية جدًا بالركض"!
ونشر عدد من الصحفيين، بينهم المصور أبو شقرة، صورًا ومقاطع فيديو وثقت لحظة الاستهداف، والتي استهدف خلالها جنود الاحتلال المشاركين في المسيرة بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، دون الاكتراث لوجود الطواقم الصحفية التي كانت توثق المشهد.
عبر صفحته على موقع "فيسبوك" تلقى المصور المصاب التهاني والدعوات مؤكدًا أن إصابته طفيفة وأنه بصحة جيدة.
وسبق أن تعرض المصور هشام لأكثر من اعتداء من جنود الاحتلال خلال عمله في الميدان من خلال إطلاق الرصاص عليه أو حتى الاعتقال، وكان أبرز تلك الاعتداءات خلال توثيقه الجريمة "الإسرائيلية" للجندي الذي اعتدى على الطفل التميمي في قرية النبي صالح برام الله، شقيق الطفلة عهد التميمي.