كشف برنامج “ما خفي أعظم”-رغم التعتيم الإعلامي الإسرائيلي- من الحصول على لقطات حصرية مسربة توثق جانبا من المعاناة المريرة التي يعيشها الأسرى من قمع وتعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية، كما رصدت تداعيات حادثة هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع قرب بيسان عبر نفق حفروه بأنفسهم في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتفاعلت قضية الأسرى الفلسطينيين بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، في وقت يتزايد فيه الحديث عن تبادل رسائل عبر وسطاء بين حركة حماس وإسرائيل لإنجاز صفقة تبادل أسرى يعول عليها الفلسطينيون من أجل الإفراج عن أسراهم.
وسبقت عملية هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع محاولات أخرى، أبرزها جرت عام 2014، واستعان البرنامج بشهادة صوتية لأسير شارك في حفر نفق في سجن جلبوع عام 2014، وبشهادة صهيب زقيلي (أسير سابق في سجن جلبوع) عن عمليات التعذيب التي تعرض لها من شاركوا في العملية.
وأدت عملية الهروب -التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي- إلى تداعيات خطيرة على الأسرى، حيث اتخذت سلطات الاحتلال إجراءات عقابية ضد الأسرى. ونقلت حلقة "الطريق إلى الحرية" تسجيلات حصرية لأسرى تعرضوا للقمع والتعذيب، حيث وضعوا في زنازين انفرادية وتم ضربهم وشتمهم. وفي تسجيل حصري نقل أحد الأسرى تفاصيل ما جرى، ومما ذكره الضرب المبرح والتنكيل والإذلال والإهانة، وكان شعار السجانين "اكسر.. لا يوجد قانون".
وركزت الحلقة على عملية القمع في سجن النقب عام 2019، وأشار نزار شحادة (أسير سابق في سجن النقب) إلى أنواع القمع والإذلال التي تعرض لها الأسرى حينها، ومما قاله إن الكلاب كانت توضع على أجساد الأسرى وتقفز من واحد إلى آخر، وإنه من كثرة التعذيب كانوا يعتقدون أنهم سيفارقون الحياة.
وتحدث أسير من ضحايا عملية القمع في سجن النقب عام 2019 في شهادة صوتية عن صور التعذيب التي تعرض لها، ووصف ما حدث بالصعب جدا عليه، حتى أنه ما زال يعاني حتى الآن من إصابات في مختلف أجزاء جسده.
وحاولت سلطات الاحتلال التعتيم على القمع في سجن النقب، بل إنها قامت بترقية بعض من شاركوا في تعذيب الأسرى، إلا أنه في يونيو/حزيران 2021 تسربت مشاهد مثيرة عبر صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وأقر الصحفي الإسرائيلي جوش براينير بحالات القمع والتعذيب، ومنها تكبيل الأسرى وتكديسهم وضربهم وإهمالهم طبيا وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وقال إن التسجيلات التي سربتها صحيفته لم تلق أي صدى لدى السلطات الإسرائيلية.
وتمكن برنامج "ما خفي أعظم" من كشف أسماء وصور ضباط إسرائيليين شاركوا في تعذيب أسرى في سجن النقب عام 2019.
وتشير الأرقام إلى وجود 4500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يتوزعون على 19 سجنا، و544 أسيرا محكوما بالمؤبد.
وفي شهادة صوتية، يناشد أحد الأسرى في السجون الإسرائيلية المقاومة الفلسطينية إنقاذهم ووقف تصرفات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر صفقة مشرفة تعيد الفرحة للأسرى وللفلسطينيين، ويقول إن الأسرى يواجهون مختلف أنواع التعذيب والقهر التي تفوق كل تصور، لكنهم مع ذلك يتمسكون بالإرادة الصلبة وألا يموتوا إلا كالنخلة الواقفة.