قائد الطوفان قائد الطوفان

لُقّب بـ"هبوب الريح"..

أبو الحمص "الناشط العنيد" في مواجهة مستوطني الشيخ جراح

الناشط أبو الحمص
الناشط أبو الحمص

الرسالة نت– مها شهوان

منذ أسبوعين والناشط محمد أبو الحمص – 56 عاما- يتخذ مكتباً بسيطاً له في إحدى الطرقات بحي الشيخ جراح، مقابلاً لمكتب بن غفير عضو الكنيست والمتطرف الصهيوني، من مبدأ "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم".

المكتب البسيط عبارة عن طاولة وكرسي من البلاستيك، وخلفه يافطة كبيرة مكتوب عليها "مكتب أبو الحمص لمناصرة سكان الشيخ جراح"، ويرى في ذلك مؤازرة لأهالي الحي الذي يعيش منذ مايو الماضي محاولات للطرد والتهجير للسكان من بيوتهم لصالح المستوطنين.

الناشط أبو الحمص من قرية العيسوية في القدس، حين أبصر النور وبدأ يعي ما حوله تردد على السجن لزيارة شقيقه المناضل، وفي كل مرة يكبر فيها يزداد حقده على الاحتلال الإسرائيلي لما يرتكبه من ممارسات عنصرية ضد الفلسطينيين لا سيما المقدسيين.

يحكي "للرسالة نت" أنه تعرض لأكثر من عشر مرات للاعتقال والضرب والملاحقة، ومع كل حادثة يزداد تمسكه وإصراره على مقارعة المحتل، لدرجة أن أُطلق عليه "هبوب الريح" منذ الانتفاضة الأولى حين كان يكسر قرار منع التجول الذي يفرضه جنود الاحتلال، ويطير إلى البيوت المقدسية لتزويدها بالخبز والحليب للصغار ليلاً.

ويذكر أنه منذ نصبه لمكتبه وهو يتعرض لمشاكل من المستوطنين وجنود الاحتلال الذين يعتدون عليه بالضرب مرة وبالحبس مرات، موضحا أن المكتب رمزي ويسعى من خلاله لإيصال صوت المقدسيين المهددين بالتهجير.

وبين أن المستوطنين طلبوا منه الحصول على ترخيص عبر أعضاء الكنيست العرب ليكون مكتبه قانونياً، لكنه رفض ذلك معلقاً "لا أحد يعطيني شرعية في بيتي (..) نحن أصحاب الحق".

وعن الدعم الذي تلقاه من أهالي الشيخ جراح يقول: "بكل محبة واحترام يستقبلني الجيران، حتى حين أحصل على مخالفة من الجنود يتهافت الداعمون لمساندتي"، مستذكراً موقفاً حدث معه مؤخراً حين حصل على مخالفة سيارة فسارع شاب من بلدة أم الفحم ليدفعها.

ومن يعرف أبو الحمص يدرك أنه عنيد في مقارعة المحتل، ويعلق على الأمر ضاحكاً: "أهالي القدس ينادوني "يا مجاكرهم يا كايدهم"، وهذا يحملني مسئولية أكبر في مواصلة رباطي في حي الشيخ جراح، ودعم قضيتنا بكل السبل المتاحة".

ويستعد الناشط المقدسي للاحتفال بزواج ابنته شهد الأسبوع المقبل، لذا أخبر "الرسالة" أنه أتم كل تجهيزات الفرح ومستلزمات أسرته على أكمل وجه، مضيفا وهو يضحك "عائلتي تطلب مني التروي وعدم استفزاز المستوطنين حتى ينتهي الفرح تجنبا لاعتقالي".

قطع حديثه قليلا وهو يجلس على مكتبه الرمزي حين أحضر له أحد المقدسيين بدلته التي كان يصلحها الخياط، ثم واصل: "أعاد الخياط ما دفعته له واعتبر ما أصلحه هدية لي لما أقوم به من واجب في الشيخ جراح، هذا شيء قليل مما يقابلني به المقدسيون".

ولدى أبو الحمص أربعة من الأبناء ابنان وبنتان، وتعرض ابنه الكبير خلال أحداث باب الرحمة للضرب والاعتقال، وعذبوه أكثر حين علموا أنه ابن الناشط المقدسي انتقاما من والده.

يذكر أن المكتب الرمزي في الشيخ جراح أعاد وضعه أكثر من عشر مرات بعد تكسيره على يد المستوطنين، لكنه يعود متحدياً المتطرف الصهيوني بن غفير.

البث المباشر