حذر المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة اليوم الأربعاء، من تداعيات سلبية على تمويل واستمرار عمل الوكالة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت منذ 24 فبراير/ شباط المنصرم.
وقال "أبو حسنة" في تصريح صحفي، إن استمرار الحرب شرق أوروبا، يشكل تحديًا إضافيًا وكبيرًا على توفير الدعم المحدود في أساسه لـ "أونروا".
وأضاف أن ميزانية "أونروا" تصل لـمليار و600 مليون دولار، يخصص جزء منها لبرنامج الطوارئ في عمليات "أونروا" بالمناطق الخمسة (الضفة الغربية، والقدس، والأردن، وسوريا، وقطاع غزة).
وتحدث "أبو حسنة" عن مساعي إدارة "أونروا" لدفع بعض الدول المانحة لزيادة تمويلها كما فعلت بلجيكا، من أجل تأمين دفع رواتب الموظفين لديها، وتمويل القطاعات الأخرى من "صحة وتعليم وإغاثة".
وأعلنت وكالة "أونروا" عن ميزانية صفرية أي دون زيادة عليها، رغم ارتفاع أعداد اللاجئين وزيادة احتياجاتهم، وهذا أثر بشكل مباشر على ما يشبه بتقليص بعض الخدمات، وفق "أبو حسنة"
وأشار إلى أنه من المبكر حساب نسبة العجز المتوقعة، "لكن بالتأكيد في ظل ما يحدث بالعالم فسيكون هناك عجز واضح تماما".
وفي 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن وكالة "تتطلع للحصول على 1.6 مليار دولار من المجتمع الدولي في 2022".
ويتضمن المبلغ تمويلا طارئا إضافيا لـ "أونروا" لتلبية الاحتياجات الإنسانية الناشئة عن الأزمات في مناطق عملياتها الخمس.
المساعدات الغذائية..
وحول انعكاس هذه الأزمة على تمويل الغذاء للاجئين الفلسطينيين، ذكر "أبو حسنة" أنّه لا يوجد أي مؤشرات على أزمة قريبة.
وأردف: "قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ارتفعت أسعار السلع عالميًا بنسبة 30%، ما أثر مباشرة على المساعدات الغذائية التي تُقدمها وكالة أونروا، لقرابة مليون و200 ألف لاجئ فلسطيني".
ونبّه "أبو حسنة" إلى أن الوكالة تُقدم أربع دورات غذائية في العام للأسر الفقيرة، وتبلغ قيمة الدورة الواحدة نحو 20 مليون دولار، مؤكدًا أنه طرأ عليها زيادة بنحو 8 ملايين دولار.
وأوضح أن استمرار ارتفاع أسعار الدقيق ومشتقاته سيزيد العبء المالي على "أونروا"، لافتًا إلى أن المساعدات الغذائية تُشكل "شريان حياة أساسي للأسر الفلسطينية الفقيرة، وتحافظ عليه الوكالة وتسعى لعدم المساس به إطلاقًا".
تثبيت الموظفين
وخلال حديثه تطرق "أبو حسنة" لقضية تثبيت الموظفين في "أونروا"، قائلًا: "إن المفوض العام قدم خطة لثلاث سنوات، يجري بموجبها تثبيت قرابة 7.5% من معلمي المياومة وفق الاتفاق مع اتحادات الموظفين".
وأورد أن العدد المطروح للتثبيت في قطاع التعليم يقترب من 1400 موظف، مردفًا: أن التثبيت يجري في مواقع وقطاعات مختلفة وليس فقط في قطاع اليومي".
إعادة إعمار غزة
وفي ملف إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير في مايو/ أيار المنصرم، ذكر "أبو حسنة" أن الوكالة أنجزت ملف الأضرار الجزئية "البسيطة والمتوسطة والكبيرة"، إلى جانب ملف الأضرار الجسيمة والتي تتمثل بـ "المباني غير الصالحة للسكن".
وتابع "أبو حسنة" أنّ المنشآت المتضررة بفعل العدوان يقترب من 7 آلاف وحدة سكنية، و"تم دفع تعويضات لـ95% منها تقريبا".
ونوّه أن 700 منزل مدمر بشكل كامل ينتظرون الإعمار، مضيفًا: "أنه تم جمع أوراق أصحاب المنازل بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، تمهيدًا للبدء بإعادة البناء على أن يجرى الانتهاء من هذه العملية نهاية العام الجاري".
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين، والخدمات الأساسية، لاسيما التعليم والصحة، وتُقدم خدماتها لـ 5.5 ملايين لاجئ في مناطق عملياتها الخمس.