في ظل التصعيد (الإسرائيلي) في الحرم القدسي، إثر تكرار اقتحامات قوات شرطتها له والمواجهات اليومية مع الشبان الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى، وآخرها صباح اليوم، الجمعة، أعلنت شرطة الاحتلال (الإسرائيلية) أنها تستعد لقمع احتجاجات محتملة على هذا التصعيد من جانب (إسرائيل) في مدن الداخل المحتل.
واقتحمت الشرطة الحرم القدسي منذ مطلع الأسبوع الحالي بادعاء حماية وحراسة جولات المستوطنين الاستفزازية في باحات المسجد الأقصى. وأعلنت الشرطة أنه لن تكون هناك اقتحامات للمستوطنين في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، لكن قواتها اقتحمت الحرم صباح اليوم، رغم علمها بالتوتر الشديد هناك بسبب استمرار محتمل لاقتحامات المستوطنين، وخاصة على خلفية إعلانات "جماعات الهيكل" المتطرفة عن ذبح قرابين في باحات الأقصى. وتسبب اقتحام الشرطة، اليوم، بالمواجهات في المسجد الأقصى.
وتتعامل الشرطة بمكيالين في القدس المحتلة، فهي تقمع الفلسطينيين وتهادن المستوطنين واليمين المتطرف. وأول من أمس، أجرت مفاوضات مع المنظمات الفاشية، مثل "ليهافا" و"عوتسما يهوديت" التي يقودها عضو الكنيست إيتمار بن غفير، حول مسار "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في القدس ورضخت لبعض طلباتهم.
كذلك تتعامل الشرطة بعدوانية مع فلسطينيي الداخل وتتصرف على أنها شرطة أمنية وليست مدنية. وكررت الشرطة اليوم دعايتها التحريضية بأنها تستعد "لأعمال شغب" في مدن الداخل المحتل، وقالت في بيان إنه "ليس سرا نشرنا آلاف أفراد الشرطة في أنحاء البلاد، ونحن جاهزون بقوات معززة من أجل الحفاظ على أمن الجمهور ومنع الإرهاب من رفع رأسه ثانية".
وتكرر الشرطة الحديث عن اعتقال عشرات الفلسطينيين بزعم أنهم قاموا بـ"أعمال شغب"، إلا أن قسما كبيرا من هذه الاعتقالات كانت عمليا قمع حريات، إذ اعتقل ناشطون لدى توجههم إلى تظاهرات سلمية احتجاجية.
وبعد أن هدأ الوضع في الحرم القدسي، صباح اليوم، عقد وزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، مداولات بمشاركة قيادة الشرطة وحرس الحدود والشاباك.
وجاء في بيان للشرطة أنه تقرر في هذه المداولات "إدخال القيادات القطرية واللوائية للشرطة إلى تأهب، لتعمل في مناطقها وفقا للأحداث و"أعمال شغب" إذا حدثت، ثم لتعزيزها قطريا وفق الحاجة. وتشديد العمليات مقابل المحاولة الفلسطينية لإشعال المنطقة".
وتابعت الشرطة أن "هذا جهد مهم لا مثيل له وينبغي أن نكون سريعين وأقوياء جدا خلاله. وتطرق المفتش العام إلى أن الشرطة لن تسمح بأعمال شغب، وأي أمر كهذا سيؤدي إلى رد فعل هجومي وشديد من جانب قوات الشرطة بهدف قمعه منذ بدايته. والشرطة الإسرائيلية في وضع عملياتي كامل في جميع المناطق، وبضمنها القدس، وفيما الهدف أولا إحباط أحداث إرهابية، اجتثاث أعمال الشغب" في إشارة إلى احتجاجات غالبا ما تكون سلمية.
المصدر: عرب 48