القدس المحتلة – الرسالة نت
في تقرير مطول للصحفية عميرة هس نشرت صحيفة هارتس الاسرائيلية شريطا مسجلا للرائد الاسرائيلي الطيار "ت" الذي كان مسؤولا عن توجيه الغارة التي استهدفت يوم22/ تموز /2002 منزل القيادي القسامي صلاح شحادة الكائن بمدينة غزة.
والقت على المنزل قنبلة تزن طن من المواد شديدة الانفجار ما ادى الى مقتله وعدد من ابناء اسرته والكثير من المدنيين الفلسطينيين.
القى الضوء لاول مرة على الاحداث التي شهدتها قمرة الطيار الاسرائيلي الذي اقلع بطائرة الاف 16 لتنفيذ الغارة.
وسجل الشريط يوم 19/12-2010 خلال مشاركة الرائد "ت" في حلقة نقاش كان موضوعها "حدود الطاعة" وذلك كجزء من برنامج "الجيش في دولة ديموقراطية" الذي تقيمه المدرسة العلمانية في مركز "بينه" بمدينة تل ابيب بالتعاون مع كلية القيادة والاركان التابعة للجيش الاسرائيلي ونشرته اليوم "الجمعة" صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية بقلم مراسلتها عميره هس، التي اكدت ان الاسماء الحقيقة للمشاركين محفوظة لدى هيئة تحرير الصحيفة وانها نشرت محتويات الشريط باللغة المتبعة في الجيش حفاظا على عدم تدخلها في الصياغة.
وفقا للصحيفة سبق الرائد "ت" في الحديث امام الطلبة الذين يستعدون للتجنيد قائدا في سلاح المظلات الذي تناول طريقة تعامل الجيش مع حالات الرفض التي وقعت اثناء اخلاء غزة وكان الحديث تحت رقابة ضابط كبير من حيث الرتبة والدرجة العسكرية وكذلك من حيث العمر الزمني الذي رافق الحديث وتدخل فيه اكثر من مرة امام اكثر من 50 طالبا يتهيئون للانضمام لصفوف الجيش ولا علم لديهم بما حدث في ذلك التاريخ.
وللتذكير بما حدث، القت طائرة حربية اسرائيلية يوم 22/7/2002 قنبلة تزن طنا واحدا على منزل صلاح شحادة الذي تصفه اسرائيل برئيس اركان حماس وقائد ذراعها العسكري في غزة ما ادى اى مقتله الى جانب عدد كبير من ابناء عائلته وجيران المنزل.
وللتدليل على ضرورة الطاعة سرد الرائد "ت" المسؤول عن توجيه الغارة وتحديد الهدف ما جرى قبيل واثناء الغارة المدمرة وتحدث عن اكتشافه فيما بعد مقتل 14 مدنيا اضافة الى زوجة صلاح شحادة وعددا ممن وصفهم بمساعديه، فيما يعتبر اول شهادة علنية من احد المشاركين الاساسيين بالعملية قائلا :" سبقت العملية عدد من ليالي الاستعداد والتدريب وفي الليلة "الثالثة" طلب منا الاستعداد وسمح لنا بالاقلاع وكان ذلك تمام الساعة الحادية عشر ليلا وفعلا اقلعنا من قاعدة "حوتسر" التي تبعد عن غزة دقيقتي طيران فقط وطرنا مدة دقيقتان ومن ثم طلبوا منا التوجه للبحر والانتظار هناك والبحر يعني غربا بعيدا في الظلام حتى لا نطلق اية ضجة لان هذا الشخص يشم رائحة الطائرات ويسمع هديرها ومن ثم يهرب.... فيما نحن ننتظر قلت لنفسي،" والله هذا مثير ومدهش الان هو الهدف وحيدا هذا الانسان وحيدا"، لقد حاول قائد القاعدة ابلاغنا قبل ان نقلع بهوية الشخص المستهدف لقد كان متشوقا جدا ان يقول لنا وصعد سلم الطائرة وكان ذلك في الليلة الثانية وقال لنا " هل تريدون ان تعرفوا من هذا ؟ فقلنا له " انزل من الطائرة، انصرف من هنا، لا نريد ان نعرف لان هذا الامر ليس مهما وانا لم اعرف من هو ولم افهم من هو ايضا ".
واستمر الرائد "ت" في رواية الاحداث التي شهدتها قمرة الطائرة المغيرة "نحن ننتظر الان في البحر منذ 50 دقيقة فقال لي مراقب التحليق عبر جهاز الاتصال " يمكنك الهجوم " فقلت "رائع، ممتاز" اكيد شاهدتم في الافلام هكذا يحدث، ننطلق شرقا وغربا ومن ثم نضرب" استخدم كلمة غير مؤدبة استعضنا عنها بكلمة نضرب" فينهار البيت ونحن لا نرى أي شيء في المحيط ومن الارتفاعات لا نرى بشكل جيد يوجد لدي شاشة تلفزيونية او ما يشبه ذلك اشاهد عليها الهدف في الاسفل واصيبه بعد تحديده بواسطة اجهزة الرؤية الليلية واهبط وانتظر القائد في القاعدة وحين رجعت قال لي " يقصد القائد " هل تعرف منه هو ؟" ".
وهنا يسأل الرائد "ت" الحضور "هل يوجد منكم من يعرف صلاح شحادة ؟! الغالبية لا تعرف ! انه رئيس اركان حماس عام 2002 ، الشيخ ياسين هو القائد الروحي ويوجد صلاح شحادة القائد العسكري.
وعاد لاستكمال روايته " قال لي قائد القاعدة " انه صلاح شحادة " فقلت له " جميل! " لا يوجد لدي اية فكرة عن من وعن ماذا تتحدث، هل اصبناه بشكل جيد "الفا" ؟ " وفقا للتعبير السائد في سلاح الجو" هذا هو، وذهبنا للنوم وفي صبيح ذات اليوم قالوا لنا انه قتل في هذه الغارة صلاح شحادة وزوجته وابنته وكذلك ابنه وعددا اخر، هذا هو الموضوع، وانا من اطلق النار".
"بعد عدة ايام والحديث للرائد "ت" وصل للقاعدة ثلاثة من اصدقائنا الطيارين الاحتياط وقالوا لنا " ماذا فعلتم؟ سمعنا في وسائل الاعلام" ذهبتم وقتلتم طاه طاه طاه "هكذا قالوا لنا وهكذا فهموا فقام قائد القاعدة باستدعاء الجميع لاجتماع وتحدثنا جميعا، السرب الجوي تحدث، وكان الحديث عن الاخلاق الاول او الثاني الذي حضرته وعرفته في السرب قد يكون حدث مثل هذا الحديث في اماكن اخرى انا لا اعرف وانا اعتقد ان احاديثا مثل تلك تحدث وتنظم في احداث وفي الحديث الاول عرضنا العملية بكل تفاصيلها منذ الاقلاع وحتى النهاية، لقد سمحوا لي بالهجوم ولو كنت اعرف بوجود 41 شخصا اخر معه ماذا كنت سأفعل ؟!! وهنا رد عليه احد الحضور صائحا "تقوم بالعمل".
فرد عليه الرائد "ت " ماذا انا ؟ّ! نعم انت لانك قبل الهجوم يكون لديك الكثير من الادرنالين واذا انت الان مترددا فهناك احتمال ان ترفع التوتر وتقتل مزيدا من الناس لهذا يجب ان تقوم بالعمل بشكل جيد.
فاجاب الرائد "ت" ليس متأكدا من انني سأهاجم هكذا ....... انتم تتحدثون عن امر قانوني وسوف نتحدث عن هذا، لو كنت على علم بمعلومات استخبارية لم تكن مرتبطة بي وهي ليست من صميم عملي انا لا اعرف ! فانا لا امتلك الصورة الاستخبارية الشاملة الموجدة لدى شخص ما ولو عرفت بوجود صورة استخبارية مرتبطة بامور ممنوعه علي لما هاجمت في هذه الحالة ممنوع ان اهاجم ".
احد الحضور : لو عرفت بوجود 41 هل كنت ستمتنع عن الهجوم ؟.
الرائد "ت ": تقصد لو عرفت اثناء وجودي في الجو؟ من لحظة اقلاعي اتحول فورا الى الة حرب.
احد الحضور : هل كانت المخابرات تعلم ؟
الرائد "ت" اتركك من المخابرات، فأنا لا استجوبها، ممكن ان يكون على علم وممكن ان يكون لا يعلم.