كشفت والدة الأسير المحرر محمد العارضة، أحد أبطال "نفق الحرية"، الذي تحرر يوم أمس ضمن صفقة "طوفان الحرية"، عن تعرض ابنها وأسرى النفق للاعتداء بالضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال، منذ الإعلان عن إتمام الصفقة.
وأوضحت أن الاحتلال لم يكتفِ بالاعتداء الجسدي، بل مارس ضغوطًا نفسية قاسية، حيث كذب على ابنها وأخبره زورًا بوفاة والدته، مما تركه في حالة نفسية صعبة، إلى أن جاء المحامي بعد فترة وأكد له أن ما قيل كان مجرد أكاذيب تهدف إلى النيل من معنوياته.
وأكدت والدة محمد أن الاحتلال يعتمد بشكل كبير على أساليب الحرب النفسية للنيل من عزيمة الأسرى وكسر إرادتهم داخل السجون. لكنها شددت على أن عزيمة الأسرى، بما فيهم ابنها، كانت أقوى من محاولات الاحتلال المتكررة للنيل منهم.
وعبّرت الوالدة عن فخرها وامتنانها الكبير للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وخاصةً كتائب القسام، التي أوفت بوعدها بتحرير أسرى "نفق الحرية" في صفقة مشرفة. وأشارت إلى أن يوم تحرير ابنها كان يومًا تاريخيًا بالنسبة لها ولعائلتها، مؤكدة أن المقاومة كانت دائمًا على قدر المسؤولية تجاه الأسرى.
وصفت والدته لحظة خروجه من السجن بأنها كانت بمثابة "الميلاد الجديد"، مؤكدة أنها عاشت سنوات طويلة على أمل تحقق وعد المقاومة، خاصة بعد إعلان القسام أن أسرى "نفق الحرية" سيكونون على رأس أي صفقة تبادل قادمة. وأضافت أنها كانت تحلم بهذا اليوم منذ لحظة سماع ذلك الوعد، وظلت تعيش على الأمل حتى تحقق حلمها يوم أمس عندما عانقت ابنها أخيرًا.
يُذكر أن الأسير محمد العارضة، من مدينة جنين، كان قد حُكم عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات وعشرين عامًا، وقضى منها 22 عامًا في سجون الاحتلال، بتهمة الانتماء إلى "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. ورغم قسوة سنوات الأسر، إلا أن عزيمته بقيت صامدة حتى نال حريته في صفقة تاريخية.