مقال: نتنياهو أراد وأد مقاومة جنين فأشعل الضفة

الكاتب/ محمد عطا الله

لا يمكن الفصل بين تصاعد عمليات المقاومة في مناطق الضفة المحتلة وآخرها "كدوميم"، وبين العدوان (الإسرائيلي) الذي شنه جيش الاحتلال على مخيم جنين وأرد منه رئيس حكومة اليمين المتطرف بنيامين نتنياهو وأد المقاومة فيه.

نتنياهو الذي أراد أن يُخدم نار المقاومة المسلحة المشتعلة في "عش الدبابير" مخيم جنين، فَتح على نفسه باب جهنم، بعد تصاعد عمليات إطلاق النار المسلحة وامتدادها لمناطق مختلفة من الضفة، هو خير دليل على الفشل الأمني لعملية "بيت وحديقة" كما أطلق عليها الاحتلال.

وبعد أقل من يومين على انتهاء العملية العسكرية في جنين والتي وصفها الكاتب (الإسرائيلي) في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية "آفي يسخارف"، بأنها كانت مجرد حقنة "مٌسكن" لمريض ميؤوس من شفائه، يجد نتنياهو نفسه أمام واقع أمني مُعقد ومتدرج.

ورغم أن "ثعلب إسرائيل" نتنياهو لم يفق بعد من عودة الاحتجاجات على تعديلات النظام القضائي، التي أراد ضمن "الأهداف الغير المُعلنة" من العملية العسكرية في جنين أن يُلهي الشارع الإسرائيلي بها عنها، وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو مستوطنات الشمال، فإن التدهور الأمني بالنسبة له يزيد من الطين بلّة.

وتمثل مناطق الضفة المحتلة الخاصرة الرخوة والأضعف لدى حكومة الاحتلال، وهو ما يقض مضاجع المؤسسة الأمنية للاحتلال، التي ستدفع باتجاه تعزيز التواجد العسكري والدفع بالمزيد من الجنود في تلك المناطق.

التحديات السابقة قد تدفع بيبي نحو المزيد من ارتكاب جرائم جديدة قد تكون عبر عملية عسكرية جديدة ضد منطقة فلسطينية كجنين مرة أخرى أو نابلس أو محاولة حتى جر قطاع غزة لتصعيد عسكري في محاولة لإرضاء جمهور اليمين المتطرف.

وعطفا على ما سبق فإن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من عمليات المقاومة، والتي قد تكون لها انعكاسات سلبية على مستقبل نتنياهو وحكومته المتطرفة، فمن يشعل النار يكوى من لهيبها.

البث المباشر