قائد الطوفان قائد الطوفان

في ذكراها 9

(العصف المأكول) حين أذلت (إسرائيل) على أعتاب غزة

الرسالة- محمد عطا الله

شكّل انتهاء معركة "العصف المأكول" التي اندلعت في السادس والعشرين من يوليو/ تموز 2014، وامتدت 51 يوما متواصلا من القتال، نقلة نوعية في العمل العسكري للمقاومة الفلسطينية التي سجلت انتصارا غير مسبوق في المعارك مع الاحتلال (الإسرائيلي).

نجحت المقاومة حينها في تحقيق انتصار في المعركة التي أذلت فيها كيان الاحتلال برا وبحرا وجوا وقهرت الجيش الذي كان يطلق على نفسه أنه لا يقهر، بل مرغت أنفه وجنوده في التراب عبر عمليات الانزال خلف خطوط العدو.

انتهت المعركة في مثل هذه الأيام ولكن تفاصيلها الموجعة بقيت خالدة في أذهان قادة الاحتلال حتى يومنا، سيما وأنها شكلت علامة فارقة في توازن الرعب ورسخت معادلة القصف بالقصف وإن عدتم عدنا واعتمدت بقعة الزيت التي كان قُطرها يتسع مع تصاعد جرائم الاحتلال، إلى جانب الدور الكبير لسلاح الأنفاق الذي استخدمته المقاومة لاختراق حصون الاحتلال، وضرب صفوفه الخلفية، وساعدها في إنجاز أصعب المهام

ويعقب على ذكرى انتهاء المعركة الصحفي إسرائيل هرئيل، في مقال له بصحيفة "هآرتس"، بالقول إنه تقرر شن العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، والتي أطلق عليه عملية "الجرف الصامد"، "فقط بعدما أمطرت حماس المستوطنات في الجنوب بنحو ألف صاروخ، وحينها ارتفع صراخ الجمهور إلى عنان السماء، وفي المعركة التي استمرت 51 يوما؛ وهي الأطوال منذ حرب 1948، فإن الزعيم الذي "انتزعت رغبته في القتال" كان نتنياهو وليس يحيى السنوار".

وذكر الكاتب (الإسرائيلي) هرئيل، أن "إسرائيل المتعبة والمحبطة، التي كانت تحت قيادة نتنياهو، توسلت مرة تلو الأخرى من أجل وقف القتال، وحماس خرجت من ناحية الرواية التي قدمها لنفسه وللعالم، منتصرة، لذلك لم يتم إبعادها، بل بالذات تم تقريب الحرب القادمة".

*** علامة فارقة

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن المعركة التي خاضتها المقاومة هي الأطول منذ العام 1967 واستطاعت فيها الصمود ومواصلة القتال مدة 51 يوما وتتوجت قبل انتهائها بأسر جنود (إسرائيليين) خلالها.

ويوضح الصواف في حديثه لـ "الرسالة" أن المعركة كانت علامة فارقة في تقدم المقاومة على الاحتلال وتحقيق ما تسعى اليه وهي أن تستمر المعركة لعدد أكبر من الأيام وجعل المستوطنين يعيشون في الملاجئ بعد قصف المقاومة كل المناطق في الكيان بصواريخها.

ويبين أن المعركة التي تركت أثارا لازال الاحتلال يعاني منها ويخشى الدخول مع المقاومة في أي معركة مقبلة، كان لها الفضل الكبير في ترسيخ قواعد الاشتباك مع الاحتلال وكشفت تطور المقاومة الفلسطينية الكبير أمام الاحتلال.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة، أن المعركة كشفت قضايا مهمة أبرزها محدودية تأثير القوة الصهيونية في كسر شعبنا ومقاومته وارداته بعد 51 يوما من العدوان المتواصل الذي أثبت للجميع أن الاحتلال وبطشه لن يجبرنا على الرضوخ والاستسلام.

ويضيف أبو ستة في حديثه لـ"الرسالة" أن المعركة رسخت عجز الاحتلال عن التوجه لأي اجتياح بري في قطاع غزة عقب ما جرى في منطقة الشجاعية التي وصفها أحد قادة الاحتلال بأن أبواب جهنم فُتحت عليهم على بُعد أمتار قليلة من السياج الفاصل عند اجتياح الشجاعية.

ويشدد على أنها أزالت الوهم من رؤوس الاحتلال وأثبتت قوة النخبة المقاومة التي اقتحمت مواقع الاحتلال العسكرية وقتل وإذلال جنود جيش الاحتلال؛ لتؤكد أنها قادرة على صناعة المقاتل المتكامل ومباغتة الاحتلال في مواقعه.

ولفت المعركة بعد 9 سنوات على انتهائها أنها أرست قدرة المقاومة على الصمود لفترة زمنية طويلة ونجحت في التحدي ومواصلة قصف مواقع الاحتلال، لتدلل على أن إطالة أمد الحرب لن ينجح في تغيير المعادلة ويرضخ المقاومة.

البث المباشر