قائد الطوفان قائد الطوفان

يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي

"#شمال_غزه_يموت_جوعا".. وسم يدق ناقوس الخطر

الرسالة نت- محمد العرابيد 

تشهد منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، تفاعلاً كبيراً مع وسم "#شمال_غزه_يموت_جوعا"، لتسليط الضوء على المجاعة التي تضرب شمال قطاع غزة.

ومنذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة يعاني شمال القطاع كارثة إنسانية جراء شح المواد الغذائية، ومنع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى لاستشهاد عدد من الأطفال الفلسطينيين جراء سوء التغذية.

ويمنع الاحتلال (الإسرائيلي) للشهر التاسع على التوالي، إدخال معظم المواد الغذائية والتموينية إلى منطقة شمال غزة، التي تضم محافظتي غزة والشمال، ما أدى إلى تفشي مجاعة مميتة في صفوف أكثر من 650 ألف مواطن ظلوا صامدين.

إذ توقع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أن يواجه نصف سكان قطاع غزة الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/ تموز المقبل.

 المجاعة تغزو الشمال

الشاب علي سامي من سكان حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة، يقول: "نعاني من شح المواد الغذائية والخضروات بأنواعها كافة من الأسواق منذ أكثر من 7 شهور". 

ويضيف الشاب الذي يبلغ من العمر (35 عامًا):" لعدم توفر المواد الغذائية في الأسواق، نلجأ إلى طهي بعض الأشجار، وفي بعض الأوقات لشراء المعلبات من الأسواق في حال توفر، بثمن غال جدًا".

وتابع في حديث لـ"الرسالة نت": "ما يوجد في الأسواق حاليًا هو الطحين وبعض المعلبات التي تكون بسعر مرتفع جدًا فلا يستطيع أي مواطن شراءها بشكل يومي.. حالنا لا يبشر بالخير.. نحن على مشارف المجاعة مجددًا".

ويكمل حديثه: "الأسواق انتعشت لأيام محدودة بعد فتح المعابر وإدخال البضائع والمنتجات المختلفة، قبل عودة الأزمة مجددًا بعد اجتياح الاحتلال لمدينة رفح وسيطرته على المعابر". 

ودعا الجهات الحقوقية والدولية للتدخل العاجل والفوري لإدخال المساعدات لشمال القطاع.

ويتنقل الشاب سامي كباقي المواطنين بشكل يومي من سوق الشيخ رضوان إلى سوق معسكر جباليا والرمال، للبحث عن مواد غدائية كالمعلبات أو الخضروات من أجل توفيرها لعائلاتهم. 

ويعتمد أهالي شمال القطاع ومدينة غزة على الأعشاب البرية لإطعام أنفسهم وأطفالهم، وبعض المعلبات التي ادخروها في وقت سابق.
وارتفعت حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف إلى قرابة الـ50 شهيدًا في قطاع غزة، حيث تعكس الحصيلة المعلنة ما يصل إلى المستشفيات فقط، فيما يفارق العشرات الحياة بصمت، نتيجة المجاعة، دون أن يتمكنوا من الوصول إلى المرافق الصحية.

الاحتلال يخادع الرأي العالمي

وفي ذات السياق، أوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف أن دخول المساعدات لشمال قطاع غزة متوقف منذ سيطرة الاحتلال على معبر رفح البري ومنعه إدخال المساعدات، قائلًا: "نؤكد ضعف جهود إغاثة شعبنا وبقاءها دون الحد الأدنى المطلوب أمام الكارثة الإنسانية التي تعصف به".

وكشف معروف في حديث لـ"الرسالة"، أن الاحتلال يعمد إلى خداع الرأي العام العالمي عبر الحديث عن إدخال شاحنات إلى شمال قطاع غزة، وهي بالحقيقة لا تحمل سوى الطحين فقط.

وأكد أن الاحتلال يتعمد تقليل حمولة الشاحنات لزيادة عددها، ورغم ذلك لا يزيد عددها في اليوم الواحد عن ٣٥ شاحنة، يفترض بها أن توفر المصدر الوحيد للغذاء والدواء لأكثر من 600 ألف محاصر شمالي القطاع.

وتفتقر المناطق الشمالية إلى الخضراوات والفواكه واللحوم، ما يزيد الصعوبات التي يواجهونها في تأمين احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
ويسبب نقص الطعام في قطاع غزة جفافا وانعداما لسبل عيش السكان، خاصة الأطفال وكبار السن، ما يؤدي إلى سوء التغذية وزيادة حالات الوفاة.

نقرع خزان الصمت

كما قال الناشط الفلسطيني في شمال قطاع غزة، أسامة لبد، :"ما زال قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة أتت على الأرض واليابس والحجر والإنسان وكان المستهدف الأول فيها هو الإنسان الفلسطيني وتدميره وتجويعه وقتله".

وأضاف لبد في حديث لـ"الرسالة"، صرخات أطلقنها من قرقعة بطون أبنائنا وأمعاءهم الخاوية لنقرع خزان الصمت ونخاطب كل إنسان نحن في شمال غزة لا نجوع بل نموت جوعاً ومن ينجو من القنابل والصواريخ ربما يموت مرضاً وجوعاً.

وتابع :"غرد النشطاء عبر الهاشتاغ ليعكسوا وينقلوا الواقع المرير الذي يعيشه أهلنا وعائلاتنا في شمال غزة بظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة منذ شهور بعد إغلاق الاحتلال للمعابر ومنعه للسلع والبضائع".

وتابع حديثة قائلًا :"عبر مواقع التواصل الاجتماعي أردنا مخاطبة كل العالم الحر أن تحرك لإنقاذ ما تبقى من إنسانية وآدمية ونقول لكم هاد قد أبلغناكم ودونا لكم قصص جوعنا وروينا لكم حكايا معاناتنا وننتظر تحركم وإنقاذنا قبل أن تفقدونا".

ظروف شبيهة بالمجاعة

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس: إن كثيرين من السكان في غزة يواجهون "مستوى كارثيًا من الجوع وظروفًا شبيهة بالمجاعة".

وأضاف: "أكثر من 8000 طفل دون سن الخامسة تم تشخيصهم وعلاجهم من سوء التغذية الحاد، من بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد".

ويعاني أهالي شمال غزة، جراء العدوان وقيود الاحتلال في الشهور الماضية، من "مجاعة" في ظل شح شديد فرضته (إسرائيل) على إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.

** الأطفال يعانون من سوء تغذية

بدورها، أوضحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، أن سوء التغذية يتم تشخيصه من قبل مختصين تابعين لليونيسف ويقومون بمسوح لكي يروا ما هي التأثيرات البدنية التي تتمخض عن هذا المرض.

وأضافت هاريس أن 30% من عشرات الآلاف من الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، معتبرة أن هذا رقما هائلا.. هذا المرض لم يكن متفشيًا في غزة قبل هذا النزاع، لفتت هاريس إلى أن البعض توفي بعد أن وصلوا إلى المستشفى".

وقالت هاريس: "ما لا نعرفه هو عدد الذين يموتون في معسكرات غير رسمية، حيث إن الكثير منهم لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات، ناهيك عن أن الكثير منها لا توفر فيها الخدمات اللازمة".

ولتجنب وقوع كارثة المجاعة في غزة، رأت هاريس أن الحل الأمثل هو التوصل إلى وقف إطلاق النار فورًا، بالإضافة إلى توفير المواد اللازمة للحياة لقطاع غزة.

وفي 6 مايو/ أيار الجاري، بدأ جيش الاحتلال هجومًا على رفح جنوبي قطاع غزة، سيطر خلاله على معبر المدينة مع مصر من الجانب الفلسطيني.

ومنذ ذلك الحين، يواصل الاحتلال إغلاق معبر رفح وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني، بسبب عدم تدفق الإمدادات المنقذة للحياة في أنحاء متفرقة، خاصة في مناطق شمال قطاع غزة، التي تواجه خطر المجاعة الحقيقية وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل.

البث المباشر