قائد الطوفان قائد الطوفان

لماذا يعاود الاحتلال اجتياح مناطق قطاع غزة؟

images (3).jpeg
images (3).jpeg

غزة – خاص الرسالة نت

تلقي الطائرات الحربية مناشير توضح خارطة ما يزعم أنها (الممرات الآمنة) لنزوح سكان محافظتي مدينة غزة والشمال، من خسر بيته وأولاده يضطر مجبرا بفعل أوامر الجنود الخروج من المدينة لكن يتم اصطيادهم عبر تلك الممرات، فباتت تلك الحيل والألعاب لا تنطلي على السكان فصمدوا في بيوتهم دون الانصياع للأوامر الأخيرة.

حالة النزوح التي يحاول الاحتلال إجبار سكان شمال القطاع عليها، تأتي تأكيدا على فشله في تحقيق "بنك الأهداف" الذي يزعم تحقيقه منذ بداية الحرب، فاليوم لم تعد هناك مناطق لم يتم اجتياحها، ولا أهداف عسكرية وأمنية ومدنية وبنى تحتية إلا وتم ضربها أو استهدافها.

باتت أساليب الاحتلال محل سخرية أهالي شمال القطاع، فتلك المناشير التي تلقيها الطائرات الحربية لتحدد لهم مسارات المناطق الآمنة حولت إلى "قرطاس" يستخدم عند شراء البهارات أو النقارش للأطفال، كما وتتسابق ربات البيوت في جمعها لإشعال النيران للطبخ بعد ندرة الحطب.

محاولات تفريغ الشمال للاستفراد بالمقاومة

وما يفعله الاحتلال في شمال قطاع غزة لاسيما عودة الدخول البري واجتياح مناطق أعلن في وقت سابق أنه أنهى عملياته فيها، يدفع للتساؤل ماذا يريد من تفريغ المدينة؟.

يقول سليمان بشارات المختص في الشأن (الإسرائيلي):"في قراءتنا للسلوك الإسرائيلي على مدار تسعة شهور من عمر هذه الحرب ودخول الشهر العاشر أنه اتسم بمجموعة من السمات، الأولى الوحشية والدافعية باتجاه التدمير والقتل، وهذا الأمر من خلال الكم الكبير من عمليات التدمير الممنهج التي يقوم بها الاحتلالل واستهداف المدنيين مما أوقع كل هذا العدد الكبير من الشهداء ومن الجرحى، وكذلك الأمر من تدمير ممنهج للمناطق والقطاعات في قطاع غزة".

وأضاف بشارات:" الهدف الثاني هو رفع تكلفة الحرب بالنسبة للمقاومة في الذهنية الفلسطينية بمعنى أنه يريد الوصول لمرحلة لا يفكر بها الفلسطيني في المستقبل، من احتضان مشروع ومفهوم المقاومة الفلسطينية، وهذا يكون من خلال عمليات التدمير الكبيرة وعمليات الاستهداف الكبيرة".

وذكر لـ (الرسالة نت) أن هناك سببا أخر يرتبط في البعد الديموغرافي وهو جزء من الحرب حيث قام المشروع اليهودي منذ العام 48 وحتى الآن على الرغبة في تقليص أكبر قدر ممكن من أعداد الفلسطينيين الموجود في فلسطين، مؤكدا أن كل الأسباب السابقة هي جزء من تفسير ما يقوم به الإحتلال (الإسرائيلي) الآن في قطاع غزة، وكذلك تفسير لماذا يعود الإحتلال في كل مرة إلى تنفيذ عمليات عسكرية مرة أخرى في الشمال وتحديدا مناطق استهدفها عدة مرات.

وبحسب المختص في الشأن (الإسرائيلي) فإن الاحتلال يهدف من وراء محاولات تهجيره لأهالي الشمال، من أجل التأثير على المقاومة أيضا فهو يعتقد أن عملية تهجير السكان من الشمال إلى منطقة الوسط والجنوب يستطيع الاستفراد بأي شيء يرتبط بالمقاومة ولا يمنح المقاومين أي مجال للمواجهة وبالتالي يمكنه التفرد بالمقاومة للقضاء عليها.

ولفت بشارات إلى أن الاحتلال يعتقد أن المقاومة موجودة بين المنازل، كونه اعترف في أكثر من مرة أنها لم تعد منهج بل جزء من فكر الإنسان الفلسطيني، وبالتالي لا يمكن استئصالها، مؤكدا أن ذلك يعتبر واحدة من المعضلات التي تواجه الاحتلال (الإسرائيلي).

ويرى أن عمليات التهجير هي جزء من محاولة إمساك الأوراق التي يمكن أن تشكل ضاغطا على المقاومة الفلسطينية خلال الحرب والمسيرة التفاوضية، موضحا أنه في كل محطات التفاوض يتم نقاش قضية عودة النازحين إلى الشمال وطريقة عودتهم.

الإنهاك الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي يعطي مؤشرًا سادسًا على مدى الاضطراب والارتباك الذي تعاني منه المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. وهي حالة يرافقها فشل ذريع في أطول حرب يخوضها الجيش في تاريخه، وليس ثمة "إنجاز" سوى أسوأ وأقبح صورة دموية يمكن أن يُشكلها جيش عن نفسه، بعدما استنفد كل وسائله الوحشية.. ولم يبقَ لديه سوى متابعة "مناطحة الحيطان".

ويبدو واضحا، استنفاد الاحتلال وسائل مخابراته وذكاءه الاصطناعي وتحالفاته العالمية في عدوانه، فبحسب التقارير فإن الأسلحة والمتفجرات التي استُخدمت في العدوان تكفي لتدمير غزة عشر مرّات، وتوازي استخدام نحو سبع قنابل نووية من تلك التي ألقيت على هيروشيما.

البث المباشر