قال حسني مهنا، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في مركز الأطراف الصناعية والشلل، إن عدد حالات البتر تضاعف عشرات المرات منذ السابع من أكتوبر 2023، نتيجة الاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة والاستهداف المباشر للمدنيين، وخاصة الأطفال، ما أدى حتى اللحظة إلى آلاف حالات البتر.
وأوضح أن مركز الأطراف الصناعية والشلل في غزة يتابع أكثر من 507 حالات من مبتوري الأطراف ممن أُصيبوا خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وذكر أنهم قاموا بتركيب أطراف صناعية لنحو 50 مصابًا حتى الآن، فيما تخضع 306 حالات حاليًا للعلاج الطبيعي، مشيرًا إلى أن التقديرات الأولية، بناءً على الحالات المسجلة لدى قوائم لجان التقييم، توضح أن أكثر من 20% من مبتوري الأطراف هم من فئة الأطفال، في مشهد إنساني صادم وغير مسبوق.
ولفت مهنا إلى أن أخصائيي مركز الأطراف يشاركون في لجان التقييم المشكلة من وزارة الصحة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ضمن برنامج "صحتي"، لدراسة ومتابعة وتقييم حالات البتر في قطاع غزة، والتي تُعقد في مختلف المحافظات.
وبحسب مهنا، فإن مركز الأطراف الصناعية والشلل يقدم خدمات في مجال صناعة وتركيب الأطراف الصناعية بعد إجراء القياسات الفنية والفحوصات، بالإضافة إلى مواءمة الأجهزة المساندة والكراسي المتحركة، مع متابعة دورية لصيانتها وتعديلها حسب الحاجة.
وبيّن أن المركز يقدم أيضًا خدمات العلاج الطبيعي والتأهيلي لمساعدة المصابين على التكيف مع أطرافهم الجديدة، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، خاصة للأطفال والنساء، لتجاوز آثار الصدمة.
وأكد أن المركز يعاني من نقص في المواد الخام اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، إضافة إلى حاجته إلى الأجهزة والمعدات الطبية وقطع الغيار للمعدات الموجودة.
ونوّه إلى أن الطواقم الموجودة تعمل بإمكانيات محدودة وتحت ضغط شديد، مقارنة بالعدد الكبير من الحالات الجديدة التي تتطلب جهدًا إضافيًا وكوادر بشرية أكبر للتعامل معها.
وشدد على أن الطلب على خدمات المركز يتزايد يوميًا، وأن استمرار الحرب سيؤدي إلى ارتفاع الحالات بشكل كارثي، مطالبًا المؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لإدخال المستلزمات الطبية وتوفير الدعم الفني والمالي العاجل، حتى لا يتوقف هذا العمل الإنساني الضروري.
وكان المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية قد صرّح بأن قطاع غزة يحوي أكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث.
وأضاف: "كل يوم - وفقًا لوكالة الأونروا - يفقد 10 أطفال إحدى ساقيهم أو كلتيهما. لقد أصبحت غزة موطنًا لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث."