الناصرة- الرسالة نت
يمر العالم العربي والإسلامي بهزة قوية لم يشهد لها مثيل ولا يوجد أحد يمكنه أن يتوقع نتائجها وآثارها, فما زال الإعلام الإسرائيلي يتابع بقلق شديد الثورات العربية المتتالية، ويحاول أن يعرف مدى تأثيرها على الأمن القومي الإسرائيلي مستقبلا.
لكنه لم يرصد مواقف محددة للقيادة الإسرائيلية من هذه الأحداث، كما حاول تخويف الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص من تلك الثورات مستغلا فزاعة الإخوان المسلمين، التي كانت تستخدمها بعض الأنظمة الديكتاتورية لكسب تأييد الغرب لصالحها.
وقد كتب عكيفا إلدار في صحيفة "هآرتس"، إن هناك دولة واحدة في الشرق الأوسط ترفض الاعتراف بحق شعب صغير بانتخاب قادته. وأشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يسير في أعقاب سالفيه في المنصب الذين طالبوا الفلسطينيين بإجراء انتخابات ديمقراطية، وعندما لم تعجبهم النتائج قاطعوا الحكومة المنتخبة.
وأوضح قائلاً: "نفترض أن نتنياهو عاقب السلطة الفلسطينية على المصالحة مع حماس، ونفترض أن بعث مساعده إيهود باراك لإغلاق صناديق الاقتراع، فماذا سيحصل بعد أقل من نصف سنة عندما يصوت أكثر من 150 دولة في الأمم المتحدة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ويطالبون بحل عادل لقضية اللاجئين"؟.
أما بالنسبة للتسوية التي يقترحها نتنياهو، بحسب الكاتب، فهي ترتكز على لا لحدود 67 كأساس للمفاوضات ولا للسيادة الفلسطينية الكاملة، ولا لأي تقسيم للقدس ولا لحل متفق عليه لقضية اللاجئين. أما الـنعم فهي نعم للاعتراف الفلسطيني بـ(إسرائيل) كدولة الشعب اليهودي ونعم لتوسيع المستوطنات.
كما رأت صحيفة "هآرتس" انّ هناك عاصفة شديدة تهب على العالم العربي والإسلامي وإسرائيل تقف في وجه هذه العاصفة دون أن تعرف بالضبط ماذا سينتج عنها.واتهمت صحيفة "هآرتس" حكومة نتنياهو بإدارة الظهر للعالم، مؤكدة أن سياستها تلحق ضررا جسيما بمصالح الدولة وأن القيادة السياسية والأمنية في (إسرائيل) اكتفت - في الأسابيع الأخيرة ـ بردود فعل هزيلة على هذا التسونامي، وأكدت أن (إسرائيل) تعيش لحظة انعدام للاستقرار واليقين.
من ناحيته قال المحلل افي ايسخاروف إنّ الحرب الأهلية في ليبيا لا تثير قلقا أمنيا فوريا في إسرائيل، لكن الخوف يكمن في الآثار بعيدة المدى لتفكك ليبيا على المكافحة الدولية ضد الإرهاب، فالمعارضة في مصر وتونس لا توجد لها قيادة معروفة ومن الصعب التخمين من سيخلف القذافي، فليبيا من الممكن أن تتورط في حروب قبلية تجعلها ملجأ للجهاد العالمي.
أمّا المحللة اليمينية أمونة ألون فقالت إنّ العالم العربيّ ينقلب رأسا على عقب وهكذا إسرائيل أيضا، فالأرض التي تهتز تحت الدول المجاورة تهتز أيضا تحت إسرائيل ويكفي النظر فيما يحصل الآن في الشرق الأوسط كي نفهم بأننا لا نفهم شيئا.
وأضافت: لا توجد لدينا أي قدرة على تفسير هذه العاصفة، فكيف سنشرح الثورة ضد الرئيس الليبي إذا كنا لا نستطيع أن نفهم موافقة مواطني ليبيا على طغيان الطاغي الفاسد هذا، على مدى أكثر من أربعين سنة؟ وكيف سنخمن فرص عودة عائلة مبارك إلى القاهرة إذا لم تكن لدينا فكرة عمّا يحرك الجيش المصري، الموالي ظاهرا للعائلة المنحاة؟ واستنادا إلى ماذا سنحاول قياس تأثير الإسلام الأصولي على الحدث الجاري حولنا، مؤكدة على أنّه انتهى عصر التعالي الإسرائيلي على العرب.
وفي ذات السياق، قال أبرز المحللين السياسيين في (إسرائيل)، يوئيل ماركوس في مقالٍ نشره بصحيفة ’هآرتس’ إنّه يتحتم على إسرائيل أن تترجل عن المنصة، وتابع: وعدنا الرئيس شمعون بيريس بشرق أوسط جديد، وآمن أنه طالما ظل مبارك في الحكم فسيستمر اتفاق السلام، وأنّ نجل مبارك الفاسد سيتابع نهج أبيه، وأن الإخوان المسلمين تهديد للسلام لكن مبارك كذب علينا وعلى بنيامين بن اليعازر، صديقه الشخصي عندما قال له إنهم أقلية متحكم فيها.