مقال: عبد الحليم قنديل وسلسلة سخافاته

د. عصام شاور

بشنطة مدرسية ووعد بالجنة استطاع الإخوان أن يكسبوا الشارع المصري، هكذا يقول الكاتب المصري القومجي د. عبد الحليم قنديل، فهو يرى بأن تعاطف الشعب المصري مع الجماعة كان بسبب اضطهاد النظام لها إضافة إلى محاربتها لبؤس الشعب من خلال الفتات الذي توزعه على الفقراء استغلالاً منها لحالة الفقر الذي تسبب به نظام حسني مبارك، وكذلك محاربتها لليأس بالتبشير بنعيم الآخرة، كما يرى الكاتب بأن البرنامج السياسي والاقتصادي للجماعة هو برنامج مبارك الأب والابن، وقد ختم بأن الجماعة قد دنت نهايتها بسبب الحرية التي يتمتع بها الشعب المصري بعد الثورة.

لاشك أن المقال المشار إليه يأتي ضمن سلسلة مقالات لذات الكاتب يتهجم فيها على جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما دفعني للحديث فيما كتب واستغلاله لصحيفة عربية مرموقة فتحت له أبوابها فأساء لها بافتراءاته وخداعه وتضليله الذي لا يتوافق مع سياسة الصحيفة التي تحتل مكانة رفيعة في قلوب ملايين العرب وتتمتع بمصداقية عالية والتي تتوقف أحياناً عند أصحاب الرأي الذين "لا يعبرون بالضرورة عن رأي الصحيفة"، ولكن هذا لا يمنع رئيس تحرير الصحيفة السيد عبد الباري عطوان من لجم أحقاد بعض كتاب الصحيفة، فكما يمنع التعقيب على مقالات كتابه حماية لهم عليه أن يمنع الاستهتار بالشعب المصري وغيره من الشعوب العربية، فالشعب المصري شعب حر ولا يشترى بالفتات والحقائب المدرسية كما انه ليس ساذجاً كما صوره د. قنديل.

وبالعودة إلى صاحبنا ومقاله فإن هناك نقطة وحيدة سأتعرض لها وهي قوله: " فالفتات الخيري لا يستأنف حركة نهضة وتصنيع توقفت منذ ما بعد حرب 1973"، وهنا مربط الفرس، فالكاتب يدعي بأن عهد الطاغية عبد الناصر هو عهد نهضة وتصنيع، وهذا يدلنا على نهر الأحقاد الذي يغترف منه، وكيف لا وهو يرى النهضة في تدمير مصر وتقتيل شبابها وشباب اليمن في حرب طاحنة، والاستيلاء على خيرات سوريا ومصادرة سلاحها وإضعافها أمام العدو الصهيوني، فهل تلك انجازات عبد الناصر؟

طبعا لا، فهناك انجاز آخر ربما لا يستحق الذكر وهو قتل مفكري الإخوان وقادتهم واعتقال عشرات الآلاف منهم لأنهم كانوا يوزعون "الشنط" وأموال الزكاة على الفقراء والمحتاجين حسب ادعاء عبد الحليم قنديل، وحسبنا الله ونعم الوكيل

 

البث المباشر