قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: القسام واستراتيجية الرد

يبدو أن كتائب الشهيد عز الدين القسام اعتمدت استراتيجية جديدة مع العدو (الإسرائيلي) في الأيام الماضية تعتمد على أسلوب الرد على أي عدوان (إسرائيلي) على القطاع،  بمعنى أن كتائب القسام لن تقوم بالتصعيد مع الاحتلال ولكن بعد أي عملية أو غارة من طائرات الاحتلال على أهداف في قطاع غزة سيكون القرار مفتوحا لكتائب القسام بالرد الفوري على هذه الغارة من خلال استهداف مواقع الاحتلال المنتشرة على الخط الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة.

هذه الطريقة في التعامل مع المحتل تعطي مؤشرات كبيرة وتشير إلى أسلوب جديد في التعامل مع العدوان (الإسرائيلي) المتواصل على قطاع غزة ، وهذا التعامل يقول أن كتائب القسام العمود الفقري للمقاومة في قطاع غزة استكمل جزءا كبيرا من استعداداته اللوجستية لمواجهة الاحتلال (الإسرائيلي) الذي لم يتوقف عن ارتكاب جرائمه المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني والتي أدت في اليومين الماضيين إلى ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى في قطاع غزة.

هذه الاستراتيجية والتي على ما يبدو باتت معتمدة لدى كتائب القسام لتؤكد أن مرحلة كتم الغيظ قد انتهت وان على العدو (الإسرائيلي) أن يفهم جيدا أن رد المقاومة سيكون جاهزا وفوريا على أي غارة أو قصف (إسرائيلي) على القطاع قبل أن يسكت صوت البارود أو تعود طائرات العدو المغيرة على قطاع غزة إلى قواعدها يكون الهدف العسكري (الإسرائيلي) قد حدد والرد عليه نفذ بواسطة المقاومة.

كتائب القسام في ردها الذي أكدته في بيانها أول أمس عن استهداف موقع (زكيم) العسكري (الإسرائيلي) لدليل واضح على اعتماد هذه الإستراتيجية، وقد لا يكون في هذه المرحلة تخطيط لدى القسام بالقيام بعمليات عسكرية أو قصف مكثف على أهداف العدو حتى لا يشكل ذلك ذريعة للاحتلال للقيام بعدوان واسع وشامل على القطاع بحجة عمليات المقاومة الفلسطينية والاكتفاء بهذه المرحلة بالرد على العدوان دفاعا عن النفس ودفاعا عن الشعب الفلسطيني ، وهذا حق مشروع تكفله كل القوانين، وقد يشكل ذلك ردعا للاحتلال (الإسرائيلي) إذا أيقن أن أي عملية إرهابية تقدم عليها آلياته العسكرية يقابلها رد من المقاومة، وإذا توقف العدو تتوقف ردود المقاومة والتي ترى أن المرحلة الحالية تتطلب العمل وفق استراتيجية الرد على العدوان.

العدو (الإسرائيلي) والذي يرغب عادة أن تكون يده مطلقة للقيام بكل ما يريد لن يقبل بهذه الإستراتيجية وسيعتبرها تطورا خطيرا من المقاومة الفلسطينية معتبرا أن هذه الردود رغم محدودية تأثيرها بأنها نوع من التحدي لرغباته وتكبيل ليده المطلقة يفعل ما يريد في الزمان والمكان الذي يريد، وعليه سيرفع من وتيرة التصعيد ضد المقاومة والمدنيين في القطاع وكان هذا واضحا في الساعات الأخيرة من تصعيد واضح عبر القصف والاستهداف والغارات الجوية والتوغلات والقصف المدفعي وارتقاء عدد من الشهداء والجرحى.

هذا التصعيد (الإسرائيلي) والذي قد يتطور إلى عدوان محدود أو واسع وإن كان مستبعدا في ظل الظروف الإقليمية والدولية، يتطلب من المقاومة أن تعمل على صعيدين:

الصعيد الأول: هو استعمال كافة الاستعدادات العسكرية وفق المتاح لدى المقاومة وتدعيم الاستحكامات وتجهيز الإمكانيات للرد الأوسع والاشمل على أي عدوان جديد.

الصعيد الثاني: هو العمل على سرعة الاتفاق مع كافة فصائل المقاومة على تشكيل غرفة عمليات أو لجنة تنسيق أو قيادة موحدة تعمل على كيفية إدارة أي معركة تفرض عليها مع العدو حتى يتم الاستغلال الأمثل لمقدرات المقاومة المحدودة والاستفادة منها من خلال العمل المتقن والمخطط له والعمل على توزيع المهام وتبادل الأدوار وفق استراتيجية توافق في الحد الأدنى على الأقل مما يعزز صفوف المقاومة ويقلل من حجم الخسائر ويشكل قدرة عالية لتوظيف ما لدى المقاومة من إمكانيات عسكرية محدودة مقابل ما يملكه العدو من قوة كبيرة.

أما على صعيد القوى والفصائل عليها أن تسارع بتحصين الجبهة الداخلية وتوحيد الجهود الشعبية ورفع المعنويات لتوحيد الموقف خلف المقاومة تحسبا لأي عدوان جديد يبدأ باختراق الجبهة الداخلية إعلاميا ونفسيا عبر أدوات الدعاية والحرب النفسية، لأن متانة الجبهة الداخلية عنصر مهم وضروري.

البث المباشر