مقال: النفير إلى الأقصى

الأقصى الأسير، هو اليوم في عين العاصفة، كما كان وسيبقى، على موعد مع قتلة الأنبياء، مع حاخامات العدو، والمتدينين الحاقدين، ورعاع المستوطنين المجرمين، وشذاذ "بركلين"، الذين تواعدوا في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل، لاقتحام المسجد وتدنيسه، على اعتبار أنه مقام في الحوض المقدس، في أرض الهيكل المزعوم بعد تدميره، وهذا ما أكده باراك رئيس وزراء العدو، حينما طالب عرفات في محادثات "كامب ديفيد" الثانية باقتسام المسجد "ما فوق الأرض للمسلمين، وما تحتها لليهود" ما أدى إلى فشل المباحثات، وانفجار انتفاضة الأقصى المجيدة.

إننا موقنون ومتأكدون أن الحاخامات، ومن لف لفهم، سينفذون تهديدهم، ويقتحمون المسجد، بدعم وحماية جيش العدو الصهيوني، كما اقتحمه المستوطنون عدة مرات، ولن تقوم حكومة العدو، كما تقتضي القوانين والأعراف الدولية، باتخاذ أية إجراءات حاسمة لمنعهم، أو الحيلولة دون وصولهم المسجد، بعد أن ثبت أنها وراء استمرار حملات الكراهية والعنصرية هذه، ووراء استغلال الأعياد اليهودية لتنفيذ خططها ومخططاتها، والتي تقوم على ترويع المصلين، ودفعهم إلى عدم الصلاة في المسجد، ما يتيح لسلطات الاحتلال تنفيذ خططها التهويدية.

ومن هنا لم يعد أمام المرابطين في بيت المقدس إلا النفير إلى الأقصى، والمرابطة فيه، والتصدي بصدورهم العارية لرعاع المستوطنين الحاقدين، ومنعهم من تدنيس المسجد، فهذا هو السبيل الوحيد للجم هذه الهجمة الصهيونية الحاقدة، والتي ارتفعت وتيرتها بعد أن أعلنت حكومة العدو "أن الأقصى جزء من الأراضي (الإسرائيلية)" مستغلة الحالة الفلسطينية البائسة، والعربية المزرية، والدعم الأميركي اللامحدود للاحتلال الصهيوني، والنفاق الأوروبي.

وفي هذا الصدد.. لا نملك ونحن نشاهد العدو الصهيوني ينفرد بالأقصى والقدس، وينفرد بالشعب الفلسطيني الأعزل، إلا أن نهيب بالشباب العربي، شباب الثورات، وخاصة الشباب التونسي، الذي فرض على " النهضة" تحريم التطبيع مع العدو الصهيوني، وشباب ثورة 25 يناير المجيدة، الذين أسقطوا "الكنز الاستراتيجي" ل"إسرائيل"، أن يهبوا لإنقاذ مقدسات المسلمين، ويعلنوا عن مليونية جديدة في ميدان التحرير، تطالب الرئيس محمد مرسي، والذي كان رئيساً للجنة مكافحة الصهيونية، أن يبر بوعده، ويلغي اتفاقية العار "كامب ديفيد"، وإصدار مرسوم رئاسي يحرم التطبيع أسوة بتونس، ويعمل مع الدول العربية على الفور لإحياء المقاطعة الاقتصادية، كما نطالب شباب الربيع العربي، في كل العواصم... من الرباط وحتى مسقط، بتخصيص جمعة من أيام جمع شهر رمضان المبارك، للتنديد بالاحتلال وبمواقف واشنطن الداعمة للعدو، مطالباً الدول العربية كافة بقطع العلاقات مع العدو، ووقف كل أشكال التطبيع، وإعادة الاعتبار للمقاومة، بعد فشل ما يسمى بالعملية السلمية، واستغلال العدو للمفوضات لتهويد الأرض والقدس والأقصى.

باختصار... ندعو أهلنا في الجليل والمثلث والنقب، وفي بيت المقدس، إلى النفير اليوم إلى الأقصى لحمايته، بصدورهم العارية من رعاع المستوطنين والحاخامات الحاقدين، فشهيدهم بسبعين شهيدا، بعد أن تقاعست الأنظمة عن نصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إنها لحظة الحقيقة.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

صحيفة الدستور الأردنية

البث المباشر