شاعرة: الترجمة هي الخيانة الوحيدة المشروعة

القاهرة- وكالات

قالت الشاعرة والمترجمة "فاطمة ناعوت" إن الترجمة خيانة وتنطوى على قدر كبير من السرقة، لأنه من الصعب أن تنقل عملا من لغته الأصلية التى تعبر عن مجتمعه إلى لغة أخرى تعبر عن بلد آخر، وأضافت أنها "لصة أمينة" لأنها تلتزم بالأمانة عند ترجمتها للنصوص، ولكنها تعيد صياغتها مرة أخرى بشكل يعطيها معنى ولا يخل بقيمتها الفنية عكس آخرين.

واتفقت معها الدكتورة سهيرالمصادفة رئيس تحرير سلسلة الجوائز بالهيئة المصرية العامة للكتاب قائلة: "إن الترجمة هى الخيانة الوحيدة المشروعة لأنها وسيلة لعبور ثقافات الشعوب، ولابد أن يكون المترجم متقنا للغة التى ينقل منها وإليها، فهناك من هو أمين للغاية على النص مثل فاطمة ناعوت ومن هو بعيد عنه".

جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان "الأدب النيجيرى"، لمناقشة رواية "نصف شمس صفراء" للكاتبة "تشيمامندا نجوزى اديتشى" ضمن فاعليات "الموائد المستديرة" بمعرض الكتاب بمصر وحضرها كل من الدكتور مجدى خاطر، ومترجمة الكتاب فاطمة ناعوت وأدارت اللقاء الدكتورة سهير المصادفة.

وقال خاطر من جانبه "نحن أمام ترجمة بذلت فيها ناعوت جهدا كبيرا لترجمتها، وحلت المعضلة وأعطتنا نصا يمكن قراءته بذاته ليشعر المتلقى فى الوهلة الأولى أنه النص الأصلى وليس نصا منقولا أو مترجما، فقد نجحت أن تدخل على النص حسها الأدبى".

وأشارت "ناعوت" لأحداث الرواية قائلة: "تقع أحداث الرواية قبل وأثناء الحرب الأهلية النيجيرية التى دارت رحاها بين عامى 1967، 1970. وبرغم دموية الأحداث التى واكبت المذابح والانتهاكات التى ارتكبتها قبائل الهاوسا فى أهالى قبائل الإيبو، الذين كانوا يطمحون إلى استقلالهم وتكوين دولة بيافرا، ويحمل علمها رمز "نصفُ شمسٍ صفراء"، وهو عنوان الرواية.

وتابعت: "برغم تلك الدموية فى الأحداث، إلا أن الروائية استطاعت ببراعة ألا تُغرقَ القارئَ فى تلك الأجواء الكابية، عن طريق سرد الأحداث على لسان طفل صغير هو "آجوو" الذى يعمل خادمًا لدى بروفيسور رياضيات نيجيرى مثقف، يتأمل الطفل ما يجرى حوله، ويتنصت على سيده أودينيبو، وسيدته أولانا، وأصدقائهما الأكاديميين فى غرفة الصالون، ثم يحاول أن يفهم معنى الحرب والمجازر والاغتصاب، يكبر الصبىُّ، ويكبر وعيه بالحدث، ويكبر معه وعينا، نحن القراء، بتلك المأساة التى عاشها شعبٌ مضطهد حَلُم بالحرية والاستقلال.. هذه راوية آديتشى الثانية بعد روايتها الأولى "الخُبيّزة الأورجوانية" التى صدرت عام 2003، لتبشّر بميلاد روائية واعدة".

وعن ترجمتها قالت: "سعدت كثيرا بترجمة رواية حائزة على جائزة "اورانج" البريطانية وحققت نسبة عالية من المبيعات هناك، وبقدر ما أسعدتنى أرهقتنى لكبر حجمها، ومن وجهة نظرى أرى أن المترجم قد يتسبب فى ضياع شاعر أو روائى إذا التزم بالنص حرفيا وأخل ببنائه الفنى".

 

البث المباشر