قائد الطوفان قائد الطوفان

في يوم المرأة..الأسيرات الفلسطينيات منسيات

غزة- الرسالة نت

إمعانا في التنكيل بصفع الوجوه وشبح الأسيرات من أيديهن وأقدمهن و التكبيل بالجنازير الحديدية, والحرمان من الطعام, في زنازين تسكنها الفئران والحشرات, وألفاظ النابية

تلك بقايا صور متنوعة من  تعذيب جنود سجون الاحتلال الإسرائيلي, ومع هذا تبقى الأسيرة  تعذب أما..الأسيرة الأم تنجب مقيدة دون شفقة ولا رحمة .. الأسيرة الطفلة رمزا مباركا للتضحيات والبطولات .

أسيرات قاصرات لم يبلغن السن القانوني و تعذيب متواصل وتفتيش مهين لكرامة المرأة العربية ,قيود حديدية لا تعرف الفرق بين رجل أو امرأة وإنما صنعت من اجل قهر حرية الشعب  الفلسطيني  ومع كل ما يتعرض له وما يريد أن يصل إليه قادة الاحتلال من إذلال وتركيع باعتقال بناته والإساءة لهن إلا أن الأسيرات وأطفالهن وأزواجهن الأسرى  , لم تهزم إرادتهم ولم تخار قواهم ليذلوا أمام بطش جنود الاحتلال .فهل تذكر الأسيرة في يوم المرأة العالمي وماذا يعني يوم المرأة بالنسبة للأسيرة؟.

يوم عادي

الأسيرة المحررة زهور حمدان "أم النصر " أجابت لجمعية واعد للأسرى يوم المرأة بالنسبة للأسيرة لا يعني شيء فهو يوم عادي يمر كأي يوم من الأيام لأنها لا تشعر بأن هناك من يهتم بها أن يتحدث عن معاناتها فنحن عشنا تحت الأرض من سيسمع عنا أو حتى يذكرنا وإذا ذكرنا فنحن نذكر كتقرير إحصائي أو إعلامي فقط أما عن دورا المؤسسات النسوية  تجاه قضية الأسيرات ؟ اكتفت المحررة حمدان بالقول إن ما تقوم به الحركات أو التجمعات النسوية لا يساوي تضحيات الأسيرات ولا يخفف لحظة من لحظات عذاب عاشتها الأسيرات وخاصة الأمهات فأنا كنت معتقله وأترك خلفي 6أبناء لم أشعر بان هناك من قدم شيء يساوي لحظة من لحظات بعدي عن أبنائي إلا أننا كأسيرات كنا صابرات ثابتات على أرضنا ومقدستنا وعقيدتنا.

وطالبت حمدان الجميع برص الصفوف والوحدة وعدم نسيان الأقصى الذي بدأ

بالضياع معتبرة أن مهمة الدفاع عن الأقصى مهمة جميع المسلمين وليس الفلسطينيين فقط ووجهة حمدان كلمة إلى جميع المؤسسات التي تنادي بحق المرأة واحترام أدميتها أن تقف بجانب الأسيرة في سجون الاحتلال ومتابعة قضيتهن بشكل دائم وخاصة الأمهات منهن والعمل على إرسال محامين لزيارة الأسيرات الممنوعات من الزيارة لكي يشكلوا حلقة وصل بين الأسيرة وذويها.

معربة عن أسفها لعدم وجود اهتمام إعلامي واضح بقضيتهن وإبراز معاناتهن بالشكل المطلوب وبما يفضح سياسية المحتل ضد المرأة الفلسطينية فهو لا يفرق في اعتقاله بين رجل و إمراة .

واتفقت الأسيرة المحررة الدكتورة ماجدة فضة مع المحررة حمدان مؤكدة  أن يوم المرأة بالنسبة للأسيرة يمر كأي يوم عادي ولا تذكره الأسيرة  إلا إذا سمعت عنه في الأخبار ولا تشعر الأسيرات بأي اهتمام في قضيتهم من قبل العالم أو حتى على المستوى المحلي وأوضحت فضه لـ "واعد" أنها عاشت في السجن ثلاث سنوات مر خلالها يوم المرأة كأي يوم عادي لم تشعر له بميزة أو خصوصية أو اهتمام من أي أحد بهن وقالت فضه للأسف لا يوجد اهتمام بقضية الأسيرات بشكل عام ولا لهن أي خصوصية في يومهن يوم المرأة العالمي وأشارت فضه إلى أنها خرجت من السجن وتحمل العديد من الأمور والرسائل التي تؤكد خطورة أوضاع الأسيرات معربة عن أسفها لجهل العامة بقضية الأسيرات وسوء أوضاعهن الاعتقالية ونوهت إلى أن وضعهن لاعتقالي مأساوي حيث يعشن ظروفا لا إنسانية خاصة بعد الحرب على غزة حيث تم سحب العديد من الإنجازات وفرقوا بين الأسيرات بحيث تم نقل الأسيرات إلى سجن الدامون .

وتطرقت فضة في حديثها إلى معاناة الأسيرة أحلام التميمي التي حرمت من زيارة أهلها منذ اعتقالها كما حرمت من السماح لها بزيارة زوجها الأسير نزار التميمي ولكن الأسيرة لم تستسلم لذلك ورفعت قضية إلى المحكمة وبعد 7سنوات استطاعت كسب القضية وتمت الموافقة بالسماح لها بزيارة زوجها الأسير نزار التميمي وبعد 6أشهر من صدور القرار زارت الأسيرة أحلام التميمي زوجها علما بأن القانون يسمح لها أن ترسل تصوير تلفزيوني لأهالي كل عام لتطمئنهم على وضعها كما يسمح لها القانون بالاتصال بعائلتها كل ثلاثة أشهر وكذلك زيارة زوجها ولكن إدارة السجون تتعمد حرمانها من ذلك للضغط عليها وتعذيبها نفسيا

بالإضافة إلى الأسيرة قاهرة السعدي المحكومة مؤبد والتي تحرم من السماح لها بزيارة أبنائها زيارة خاصة بحيث تستطيع احتضانهم أو لمسهم وكل ما يسمح لها هو الزيارة كل 15يوم عبر الجدار الزجاجي ،كما أن إدارة السجون تحرم الأسيرة من زيارة ابنها إذا بلغ سن ال16عاما وبذلك حرمت قاهرة من زيارة ابنتها الكبرى وخلال أشهر ستحرم من زيارة ابنها الآخر نظرا لبلوغهم سن ال16عاما وأضافت فضة أن هذه أبسط الحقوق الإنسانية التي يجهلها العديد من البشر وهي تلبية المشاعر الإنسانية التي تحرم منها الأسيرة

جهد مقل

أما عن دور المؤسسات النسوية في تسليط الضوء على قضية الأسيرات قالت فضه:أنا  لا أنكر أن الحركات النسائية استطاعت على مدار العقود الماضية أن تحصل على إنجازات لا بأس بها بفضل من الله ثم فضل نشاطات الحركات النسائية بغض النظر عن انتمائها رغم أنها أخذت فترة طويلة للحصول على ذلك  ولكن بالنسبة لعملها على صعيد قضيه الأسيرات للأسف تعاملت مع القضية كزاوية من زوايا اهتماماتها وليس كقضية أساسية تكثف جهودها من أجل حريتهن وأوضحت فضة أنه رغم اعتقال العديد من النساء إلا أنهن لم يستطعن تشكيل قوة ضاغطة لتأخذ الأسيرة حقها أو تحصل حتى على جزء بسيط من حقوقها حتى بعد الإفراج عنها

مبررة ذلك لعدة أسباب قوة إسرائيل التي تحارب دول وكذلك عدم وجود مؤسسات دولية تساهم في دعم المرأة خاصة الأسيرة مشيرة إلى أن الأسيرة تعاني بعد الإفراج عنها من قصور واضح من قبل المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة  فبعد خروجها من السجن تأتي هذه المؤسسات لزيارة الأسيرة والتعرف على حالتها بعد اعتقالها ولكن الأسيرة تكون مشغولة بالمهنئين ولا تجد وقت للتعامل معهم فيعتقدون أنها لا تريد التعاون مع المؤسسة ولم يجدوا منها الاستجابة الكافية وبالتالي يلقى اللوم على الأسيرة نفسها  على الرغم من أنها تكون في أشد الحاجة لتلك المؤسسات بعد خروجها حتى تستطيع الاندماج في المجتمع ولكن بعد فترة على الأقل شهر من خروجها من السجن ولكن ليس فور خروجها منه .لذا نجد الأسيرات المحررات محرومات من عدة امتيازات كإكمال تعليمها أو توفير فرصة عمل لها .ويكتفون فقط بزيارة الأسيرة فور خروجها .

مؤكدة وجود قصور واضح من قبل وزارة شؤون المرأة وجمعيات ومؤسسات المرأة الأهلية والخاصة مطالبة بتوحيد الجهود وتكثيف العمل من قبل تلك المؤسسات مضيفة أن الأسيرات بحاجة إلى وقفة جادة لرفع صوتهن عالي ولفضح الانتهاكات الإسرائيلية ضدهن .

وضع صحي خطير

فعلى صعيد الأوضاع الصحية أكدت فضة أن هناك حالات خطرة جدا بين الأسيرات كحالة الأسيرة أمل جمعه التي تعاني من نزيف دائم لعدم وجود طبيبة نسائية تشخص حالتها كما تعاني الأسيرات المتزوجات من عدم وجود طبيبة نسائية تقوم بفحصهن بشكل دوري فهن بحاجة ماسة لذلك ،كما تعاني الأسيرات من التهابات في مجرى البول ولا يقدم لهن الدواء المناسب مما يفاقم من سوء وضعهن الصحي لأنها لاتصل الطبيب في الوقت المناسب ولا تأخذ العلاج المناسب أيضا كذلك هنالك حالة الأسيرة سناء شحادة والتي تعاني من التهابا في  اللثة وآلام حادة في الأسنان .

وكذلك الأسيرة قاهرة السعدي وطالبت الأسيرات عدة مرات بإدخال طبيب أسنان لهن ولكن دون جدوى وأشارت فضة إلى وجود أسيرات يعاني من قلة النوم نتيجة الإضرابات النفسية وتقوم إدارة السجن بتزويدهن بأدوية منومه بحيث تدمنها الأسيرة أو تتعود عليها وهذا أمر خطير جداً فهناك إهمال طبي متعمد واضح من قبل إدارة السجون تجاه الأسيرة واستهتار بكل معنى الكلمة بحياة الأسيرة .فالأسيرة رجاء الغول مصاب بمرض القلب وتم تجديد الاعتقال الإداري لها للمرة الثالثة على التوالي دون مراعاة لوضعها الصحي كما أن هناك أسيرة تعاني من الم بالغدة الدرقية وتساقط للشعر ومشاكل في الظهر بسب الجلوس على الأسرة بشكل منحني لفترات طويلة لسوء وضع السرير .

 

زيارة بالقيد

الزيارة بالنسبة للأسيرة ممنوعة  حيث تمنع الأسيرة من زيارة ذويها بحجة انه لا يوجد صلة قرابة كما حدث معها فقد تقدمت الأسيرة المحررة فضة بطلب زيارة ذويها ولكنها فوجئت بالرفض لعدم وجود صلة قرابة بينها وبين أمها وأبيها كذلك الأسيرة أحلام محروم من زيارة ذويها بسبب وجودهم في الأردن إلا أن شقيقها موجود بالضفة وسمح له مرة واحد طوال فترة اعتقالها بالزيارة ثم سحب منه تصريح الزيارة على إحدى الحواجز برام الله

وإذا سمح للأسيرات بالزيارة وخاصة المؤبدات فإنها تخرج مقيدة الأيدي والأرجل مما يضاعف من عذاب الأسيرة خلال خروجها وعودتها إلى السجن كما أنها تكون في منظر يسبب معاناة وألم في نفس الأهل الذين يخر وجون من بيوتهم في رحلة عذاب صعب حتى يصلوا لرؤية هذا المنظر الصعب والذي يترك أثر نفسي سيء

رحلة قاسية

وفي مشهد مؤلم أخر لما تعيشه الأسيرات تحدثت الأسيرة المحررة فضة عن ألم الخروج إلى المحكمة حيث تتعرض الأسيرة لتفتيش عاري مهين ومذل ولكن ليس دائما فهو يتبع مزاج المجندة التي ستخرج مع الأسيرة  وبعد خروج الأسيرة  تمر برحلة عذاب قاسي تبدأ بتكبيل يد الأسيرة وتعصيب أعينها ثم وضعه في باص أو "البوسطه" كما تسمى وهي عابرة عن باص قديم جدا وضيق وتستمر عملية نقل الأسيرة من سجن الشارون إلى محكمة سالم أو عوفر من ثلاث إلى أربع أيام رغم أنها في الوضع الطبيعي لا تستغرق أكثر من نصف ساعة.

موضحة أن جنود الاحتلال ينقلون الأسيرة في البوسطه لمسافات طويلة لا تعلم أين هي؟ ثم يتم وضعها في زنزانة ضيقة جدا لا تستطيع الحركة فيها وتبقى هكذا حتى توضع في الشارع ليتم تجميع جميع الأسرى من السجون الأخرى ونقلهم إلى المحكمة وخلال فترة الثلاثة أيام لا يقدم للأسيرة أي طعام أو ماء ولا تستطيع الصلاة أو عمل أي حركة فهي مقيده وعندما تصل في صبيحة اليوم الرابع إلى المحكمة ربما تفاجأ الأسيرة بتأجيل المحكمة دون علمها أو علم المحامي أو عدم السماح للمحامي بالحضور وإذا حضر تمنع الأسيرة من الحديث معه وطوال فترة عقد الجلسة لا تعلم الأسيرة ماذا يدور حولها ولماذا تم تمديد اعتقالها ولا حتى ما هو القرار الصادر بحقها إلا بعد وصولها إلى زنزانتها .

 

 

 

البث المباشر