عوكل: هناك فرصة لإعادة التثقيف بمفهوم المقاومة بمعناها الشامل
غزة-فادي الحسني
يبدو أن الأعمال الدرامية في قطاع غزة بات تعكس الوجه الآخر للمقاومة الفلسطينية التي جمدت إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" في إطار تهدئة غير معلنة.
ولا تحتمل الساحة الفلسطينية عقب الحرب التي ضربت أطناب القطاع قبل نحو سبعة أشهر، مزيدا من التصعيد-كما يقول مراقبون- مما عزز من وجود ما يسمى بـ"ثقافة المقاومة" القائمة على إنتاج أعمال فنية مصبوغة بالصبغة الإسلامية الجهادية، بالإضافة إلى تنظيم المعارض ونشر دواوين شعرية.
ولا يسمع أصداء لصواريخ محلية الصنع تطلق من غزة، في حين يتهافت مواطنين غزيين لشراء تذاكر حضور عملين فنيين أحدهما "مسرحية نساء غزة وصبر أيوب" والثاني :" فيلم عماد عقل".
*تعزيز ثقافة المقاومة
وأوصى مؤتمر عقد مؤخرا تحت عنوان "تعزيز ثقافة المقاومة" بضرورة تفعيل الأدوات الثقافية والتقنيات الفنية (كالسينما والمسرح والانترنت وغيرها) لإنتاج ثقافة فلسطينية تعبر عن الشخصية الفلسطينية في ضوء الأولويات التي يحددها المجتمع الفلسطيني ونشرها داخلياَ وخارجياَ لإزاحة الثقافات الوافدة من مواقع التأثير السالب.
وصرح وزير الثقافة أسامة العيسوي خلال المؤتمر: "لسنا إرهابيين ولكننا مقاتلون في المقاومة، ونريد أن نوضح حقيقتنا للعالم الخارجي، ونريد من الكتاب والمثقفين في العالم الحضور ورؤية كيف يعاني السكان هنا بصورة يومية".
وتقول حركة حماس التي تمثل رأس حربة المقاومة الفلسطينية، إن الوضع الحالي يتطلب وقفا لإطلاق الصواريخ، لأن الشعب والمقاومة بحاجة إلى راحة".
ونقل عن أيمن طه القيادي في حركة حماس قوله: "ما زالت المقاومة المسلحة مهمة وشرعية، ولكن لدينا تأكيد جديد على المقاومة الثقافية"، مشيرا إلى أن كتائب القسام أعادة تنظيم القيادة الميدانية، حيث تعلمت دروسا من الحرب".
وكان قرار المقاومة الفلسطينية بوقف استخدام صواريخ قصيرة المدى التي كانت تصوب نحو البلدات المحتلة عام 1948 منذ أعوام- قد جاء عقب الحرب الأخيرة على غزة التي انتهت في الثامن عشر من يناير الماضي.
وفي شهر يونيو (حزيران)، أطلق صاروخان من غزة، وهو أقل عدد شهري منذ أن بدأ إطلاق الصواريخ في عام 2002.
**سياسة خاطئة
وعلى الرغم من أن الجبهة الشعبة لتحرير فلسطين تعارض وجود تهدئة مع الاحتلال في ظل استمرار العدوان، لكنها دعت لتعزيز ثقافة المقاومة.
وقال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للشعبية: "التهدئة سياسة خاطئة (..) المطلوب تشكيل جبهة مقاومة موحدة".
واستدرك مزهر "المقاومة لها عدة أشكال ووسائل (..) هناك المقاومة الكفاحية المسلحة، والمقاومة الثقافية والشعبية، لذلك نحن بحاجة لعزيز مفهوم ثقافة المقاومة على كل الأصعدة لمواجهة العدو".
ومع أن مزهر شدد على أن إسرائيل لا تجدي المفاوضات معها نفعا، "لأنها لا تفهم سوى لغة القوة"، إلا أنه دعم المقاومة بكافة أشكالها (عسكرية، ثقافية، شعبية).
ويقتصر مفهوم المقاومة لدى العامة، على أنه "عمل مسلح"-كما يقول المحلل السياسي طلال عوكل – مشيرا إلى أن العمل العسكري يعتبر شكلا من أشكال المقاومة.
وقال عوكل: "توقف العمل العسكري لا يعني توقف المقاومة (..) نحن لدينا مفهوم خاطئ عن المقاومة"، موضحا أنه من غير المستطاع أن تمارس المقاومة العسكرية طوال الوقت.
واعتبر أن هناك فرصة لإعادة التثقيف بمفهوم المقاومة بمعناها الشامل، مطالبا بتوسيع هذا المفهوم "بحيث يصبح كل عمل ضد إسرائيل هو عمل مقاوم سواء إعلامي أو ثقافي أو سياسي" كما قال.
وضرب المحلل السياسي مثالاً، قائلاً "التمسك بالثوابت خلال المفاوضات، يعتبر مقاومة"، موجها اللوم لكافة ألوان الطيف الفلسطيني بأنهم لا يعملون على تصحيح مفهوم المقاومة.