قائد الطوفان قائد الطوفان

المواطنون يشبهون مجزرة الحرية بنكبة فلسطين

المحافظة الوسطى-محمد بلّور-الرسالة نت

كان صباحا خاصا استيقظ فيه الناس مبكرا على بقعة الدم في بحر الأحرار المطلّ على غزة المحاصرة .. الأحاديث تشابكت والعبارات اختلطت وهي ترقب سقوط المتضامنين مع غزة شهداء وجرحى بالعشرات .المواطنون هرعوا لمتابعة وسائل الإعلام "راديو-تلفاز-انترنت" لمتابعة الجريمة ومعرفة آخر المستجدات لما يجري في قلب البحر .

على ناصية السوق

على ناصية السوق جلس تاجر النقود أبو ناصر حزينا على الضحايا متأملا خطوات المارة من حوله .أحكم قبضته على حزمة من الدولارات مضيفا:"إسرائيل دولة متغطرسة ليس لها رادع فاستخدمت قوتها العسكرية لتنفيذ جريمتها" .

واعتبر الجريمة واحدة من سلسلة جرائم سجلها التاريخ مستبعدا أن تكون المجزرة الأخيرة الوحيدة في العهد القريب .وعن شعوره عقب استشهاد وإصابة العشرات الأجانب أرخى رأسه فوق عنقه مشيرا أن سكان غزة وقافلة الحرية واجهوا نفس المصير "الحصار والقتل" .

ودعا العالم لمواجهة الاستكبار والغطرسة الصهيونية التي طالت الجميع دون استثناء.وبجواره جلس المواطن أبو أيوب في حالة من الصمت المطبق لم يقطعه سوى سؤال الرسالة نت له عن رأيه في مجزرة الصباح .

وأجاب أبو أيوب بالقول:"لا شك أن المجازر ستستمر فالعالم كله خاضع للصهيونية ولن يردعهم أحد حتى الآن".وحرّك أبو أيوب رقبته آسفا على مجزرة اليوم مطالبا بعدم السكوت عن جريمة البحر التي سقط فيها العشرات .

وشبّه ما حدث مع المتضامنين في البحر بنكبة فلسطين المحتلة حيث لاقى الشعب الفلسطيني ومن تضامن معه الموت والإرهاب .وحيا تضحية المتضامنين الأتراك والأجانب مضيفا:"جاؤوا للتضحية وقد عرفوا ثمن الرحلة فأسأل الله لهم الرحمة والمثوبة" .

وفي دكان الذهب خاصته ألقى الصائغ أبو باسل بأدوات العمل مكتفيا بعرض جزء قليل من بضاعته الذهبية .وحيا من وصفهم بالشرفاء المؤمنين بعدالة قضية وحصار غزة الظالم المستمر منذ سنوات .وتدلى منظاره الطبي فوق صدره وهو يضيف:"إسرائيل غدة سرطانية والمسلمين والعرب لم يقفوا لنصرة غزة بعد 1000 يوم حصار ! " .

ودعا العالم لمتابعة الحياة في غزة الخالية من حليب الأطفال ومواد البناء وأدوية المرضى .

مصر كفى حصار!

رفع سبابته موجها رسالة لمصر قال فيها:"كفى حصارا ألا يكفيكم من جاء من أوروبا وأمريكا لنصرة غزة وانتم على بعد أمتار تذكروا أن الله سيسألكم عن ضحايا غزة ! " .واعتبر جريمة الاحتلال ضد قافلة كسر الحصار بأنها رسالة لقوافل قادمة تريد إسرائيل فيها أن تقول أن الموت مصير من يتضامن مع غزة.

وعن مصير الشيخ رائد صلاح أضاف:"إن كان قد استشهد فهذه منية الشهداء وإن لازال مصاب فأتمنى له العافية لأننا بحاجة إليه".وترك المواطن أبو أيمن محله التجاري لينضم إلى جاره أبي باسل متجاذبا مع أطراف الحديث والشعور .

وسدد أبو أيمن نظراته لجاره واصفا جريمة الاحتلال بالعمل الإجرامي الجبان .وأضاف:"أشعر أني متعب جدا فهذا إجرام وقد توقعت هجومهم لأنهم مجرمين فليتحرك العالم ضد الصهيونية فالمتضامنين حملوا رسالة خير وضحوا من أجلها لكن إرادة الله نفذت".

وتسود شوارع القطاع حالة من الحزن على ضحايا قافلة الحرية فيما لا زالت هوية ومصير كثير من الشخصيات وعلى رأسها الشيخ صلاح مجهولة حتى الآن .

 

البث المباشر