في ذكرى انطلاقتها الـ 29

النائب موسى: حماس صوبت مسار التحرير وأعادت البوصلة للقدس

القيادي في حركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي يحيى موسى
القيادي في حركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي يحيى موسى

الرسالة نت-محمد عطا الله

أكد القيادي في حركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي يحيى موسى، أن حركته نجحت في تصويب مسار مسيرة التحرر الوطني الفلسطيني، وأعادت البوصلة نحو تحرير فلسطين باعتباره هدفاً أساسياً بالنسبة لها.

وقال موسى في حوار مع صحيفة الرسالة، إن حماس بدأت موجة مقاومة جديدة مع بداية انطلاقتها قبل 29 عاماً، في الوقت الذي خف فيه الكفاح المسلح لحركات المقاومة الفلسطينية، معتبرا ذلك "استمرارا لديمومة التحرر الوطني الفلسطيني".

وأضاف "في الوقت التي أخفقت فيه الحركة الوطنية الفلسطينية، وارتكبت خطيئة الاعتراف بالكيان الصهيوني، تقدمت حماس لتقول لا اعتراف بـ(إسرائيل)، وفلسطين كل فلسطين حق للشعب الفلسطيني لا يمكن التنازل عنه".

وأطلقت حركة حماس على فعاليات انطلاقتها الـ 29 التي توافق الـ 14 من ديسمبر شعار "قدسنا عهد ووعد".

حماس نجحت في المزاوجة بين الحكم والمقاومة

وأوضح موسى أن حركته استطاعت إلى جانب حركات المقاومة الأخرى، طرد الاحتلال "الاسرائيلي" وتحرير قطاع غزة عام 2005، وهي سابقة أولى من نوعها منذ بدء معركة التحرير، مؤكداً أن حماس قدمت نموذجا رائعا في المزاوجة بين الحكم "السلطة" والمقاومة، وهو أمر غير معهود من قبل، مشددا على أنها جعلت السلطة ثورية تحتضن المقاومة وتتفاعل معها.

وتابع "استطاعت حماس الصمود رغم سحب كل أدوات المقاومة منها ومحاصرتها من القريب والبعيد، ونجحت في تطوير نفسها والتصدي لكل المؤامرات التي حيكت ضدها وضد قطاع غزة"، مشدداً على ضرورة وضع استراتيجيات جديدة قادرة على دحر الاحتلال عن باقي الأراضي الفلسطينية.

ولفت القيادي بحماس إلى أن حركته تسعى إلى مغادرة موقعها كفصيل فلسطيني إلى أن تكون حركة الكل الفلسطيني الحاضنة لكل تيارات الشعب؛ لتوفير البيئة المثالية لمقاومة الاحتلال والاستمرار في مشروع التحرر.

ونوه إلى أن مشروع حركته ليس حزبيا وإنما مشروع وطني وقومي يهدف إلى تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من الاحتلال، والحفاظ على الثوابت الوطنية.

وأشار موسى إلى أن المفارقة بين حركته والحركات الأخرى أن جميعها انطلقت من خارج فلسطين، بينما حماس انطلقت من رحم الشعب الفلسطيني، واستطاعت أن تقدم نموذجا ليس له مثيل في مقاومة الاحتلال.

عباس يختطف منظمة التحرير ويجب انتزاعها منه وإعادتها للشعب الفلسطيني

وعن ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق الوحدة، أكد النائب موسى أن حركته تطرق باب منظمة التحرير للانضمام لها واعادة بنائها على أسس وطنية؛ لتصوب الخطيئة التاريخية التي حصلت خلال اتفاق اوسلو بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.

وشدد على استحالة التعامل مع رئيس السلطة محمود عباس بمنطق الشراكة، مرجعا ذلك إلى أن مشروعه قائم على التنسيق الأمني المقدس، بينما مشروع حماس يتقاطع معه كونه قائما على تحرير فلسطين.

ودعا موسى إلى ضرورة انتزاع منظمة التحرير الفلسطينية من أيدي عباس الذي يختطفها، وإعادتها لتكون الحاضنة الوطنية الشعبية لكل الشعب الفلسطيني ولكل توجهاته، مردفا " لا يجوز أن تبقى منظمة التحرير عبارة عن شركة خاصة لمجموعة من الفسدة والمتعاونين والمرتبطين بالاحتلال".

وأكمل " نحن أمام خطر كبير فلابد أن نستوعب ما يجري من تحولات وتتحرر منظمة التحرير من الاختطاف والاستعمال البغيض واللعب بنضالات الشهداء وعذابات الأسرى".

وأكد أن عباس يتلاعب ويماطل ويخادع ويراوغ دون أن يكون لديه برنامج لتحرير فلسطين، مشددا على ضرورة الخروج من مربع أوسلو والتحول إلى تعبئة وتجييش كل الشعب الفلسطيني لمرحلة التحرر الوطني.

وعن رؤيته للخروج من المأزق الذي تمر به القضية الفلسطينية، شدد موسى على ضرورة التفكير بطريقة وطنية وجمع الساحة الفلسطينية حول مشروع تحرري واضح، يجري من خلاله إعادة الميثاق الفلسطيني الذي تم الغاؤه وبناء منظمة التحرير في إطار استراتيجية وبرنامج وقيادة واحدة.

حماس استطاعت الحفاظ على علاقتها مع أغلب الدول رغم التحولات الإقليمية

وعن تحولات الإقليم وتعامل حركته مع الدول العربية، قال موسى إن الاستعمار الغربي أشعل الفتنة والنار بعد ثورات الربيع العربي؛ لجعل الشعوب العربية تبكي على أنظمتها الفاسدة والتي أسقطتها تلك الثورات.

وأضاف "الاستعمار يحرم علينا الحرية والديموقراطية لأنه يعلم أن امتلاك الشعوب للإرادة الحرة يهدد بقاء الاحتلال ويؤهل المنطقة العربية لتكون من أهم القوى في العالم التي تتحكم فيه عناصر القوة".

ولفت إلى أن حركته استطاعت أن تبقي على الكثير من علاقاتها مع الدول العربية، رغم تغير العلاقات والأمواج العالية ضد حماس، "لكنها تدبرت أمرها وحافظت على بعض مواقعها ورغم خسارة بعضها إلا أنها لم تنكسر".

البث المباشر